للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوروبية للإسلام هي أبعد ما تكون عن الحقيقة) (١)، ويقول: (إنَّ اليهود والنصارى وأتباع الديانات الأُخرى التي يعترف بها الإسلام لم يخيَّروا بين الإسلام والسيف، وأن الذين خيروا بينهما هم عبدة الأوثان وحدهم) (٢).

ويواصل قائلًا: (ولم نسمع الكثير عن حدوث هذا خارج شبه جزيرة العرب، أمَّا النشاط الحربي للمسلمين، وهو الذي يملأ خبرُه كتب التاريخ، فإنَّما أدى إلى توسع سياسي، وجاء اعتناق الإسلام نتيجة للدعوة إليه، أو نتيجة الضغط الاجتماعي) (٣).

وبعد نفيه لتلك المقولة أشار إلى الهدف منها بقوله: (وفي تلك الصور للإسلام باعتباره دين عنف ما يُراد به الإيحاء بأنَّه مخالفٌ تمامًا لصورة المسيحية باعتبارها دين سلام انتشر عن طريق الإقناع) (٤)، ويلفت (مونتغمري وات) النظر إلى التناقض الشديد بين دعوى الصليبيين بأنهم أصحاب ديانة تدعو إلى السلم والمثالية وبين واقعهم التاريخي المخزي فيقول: (وقد أدرك بعض الكتاب أن مفهوم دين السلام مثالي لا علاقة كبيرة بينه وبين الواقع، وذهبوا إلى أنَّ عدم مراعاة المسيحيين السيئين لهذا المثل الأعلى لا يشكل اعتراضًا مقبولًا على المسيحية، ويبدو أنَّهم فسروا هذا التناقض بذكرهم أنَّ الغرض من الحروب الصليبية لم يكن إجبار العدو على اعتناق المسيحية بالقوة، وإنَّما كان -على حد تعبير (توما الأكويني) فيما بعد- منع الكفار من الوقوف حجر عثرة في سبيل العقيدة المسيحية، ورُبَّما كانوا يعنون أيضًا استرداد أراضٍ يرون أنَّها من حق المسيحيين) (٥).


(١) فضل الإسلام على الحضارة الغربية: ص ١٠٢، (المرجع السابق نفسه).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ١٠٢.
(٣) المرجع السابق نفسه: ص ١٠٢.
(٤) المرجع السابق نفسه: ص ١٠٢.
(٥) فضل الإسلام على الحضارة الغربية: ص ١٠٢، ١٠٣، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>