للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك الصورة المشوهة للأُمَّة الإسلاميَّة لم تكن من عمل المستشرقين المحدثين، وذلك إذ يقول: (والنقاط الأربع الرئيسة التي تختلف بصددها صورة الإسلام في العصور الوسطى عنها في الدراسات الموضوعية الحديثة. . .) (١).

لكن هذا القول وإن كان يصح على النزر اليسير من الدراسات الاستشراقية التي قام بها أفراد قلائل وفي فترات تاريخية متباعدة، فإنَّه لا ينطبق بحال على معظم المستشرقين الذين وصفهم أحد المفكرين بقوله: (إنَّ المستشرقين جميعًا فيهم قدر مشترك من هذا الخصام المتجني، والتفاوت -إنْ وجد بينهم- إنَّما هو في الدرجة فقط، فبعضهم أكثر تعصبًا ضد الإسلام، وعداوته له من البعض الآخر، ولكن يصدق عليهم جميعًا أنَّهم أعداء. وإذا كان الاستشراق قد قام على أكتاف الرهبان والمبشرين في أول الأمر، ثُمَّ اتصل من بعد ذلك بالمستعمرين- فإنَّه ما زال حتى اليوم يعتمد على هؤلاء وأولئك، ولو أنَّ أكثرهم يكرهون أن تنكشف حقيقتهم، ويؤثرون أن يختفوا وراء مختلف العناوين والأسماء) (٢).

والحقيقة أنَّ هذا ينطبق على أكثرهم حتى (مونتغمري وأت) على الرغم مِمَّا اتسمت به بعض دراساته من الموضوعية والإنصاف، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك عند الكلام عن خصيصة الربانية، وما أظهره (مونتغمري وات) من نفي لها في تناوله سيرة المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣).


(١) فضل الإسلام على الحضارة الغربية: ص ١٠٠، ترجمة: حسين أحمد أمين، (مرجع سابق).
(٢) محمد الغزالي: دفاع عن العقيدة والشريعة. . . ص ١٣، ١٤، (مرجع سابق). وانظر: محمد عبد الفتاح عليان: أضواء على الاستشراق: ص ٦١، (مرجع سابق).
(٣) انظر: ص ٦٤١ (البحث نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>