للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للحياة الإنسانية، غير أن الدين الإسلامي الذي بشر به الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يتميز بالوضوح والقدرة على تفهم أسس الوجود بصورة واضحة جدًّا ومن غير تعسف، والواقع أنَّ مفاهيم الإسلام أوضح وأقل جمودًا من ناحية العقيدة، من مفاهيم اليهود والنصارى الدينية) (١).

ب- ويقول (جاك ريسلر): (أمَّا الإسلام المسكون بهاجس وحدانية اللَّه وتوحيده، فقد رفض في سياق بحثه عن المطلق عقيدة الأقانيم الثلاثة، وابتعد بذلك عن المسيحية التي كان يتهمها بنوع من الشرك في تصورها لأُلوهيةٍ ذات ثلاثة أشخاص، ولكن الإسلام كان يعترف، بوفاءٍ نادرٍ جدًّا في تاريخ الأديان بأنَّ الكتب العبرانية أو المسيحية كانت منزلة (قبل أن يمسها التحريف)، وكان يتقبل قصص التوراة اليهوديَّة - المسيحية. وكبرهان على رسالته الإلهية، يعترف النبي ويحتج حتى بالتوافق القائم بين القرآن والتوراة،. . . ويدعو اليهود بتسامح وبتعقل في آن إلى طاعة شريعتهم، ويدعو المسيحيين إلى احترام أناجيلهم، ولكن من المؤكد أنَّ عليهم التسليم بالقرآن بصفته آخر كلام اللَّه، ودينه المنزل المميَّز) (٢).

ج- ويتحدث (آرثركين) الفيلسوف الأمريكي المسلم، عن سبب إسلامه؛ قائلًا: (لقد بحثت طويلًا في سر الوجود وتعمقت في أبحاثي بحكم دراستي للفلسفة وعلم النفس، ورأيتُ أن الإسلام هو أقرب الأديان إلى السماء وإلى النفس الإنسانية، فتأكد يقيني بأنَّه الدين الكريم الذي أرتضيه وأؤمن به. . .) (٣).


(١) علم التاريخ عند المسلمين ص ٣٩؛ ترجمة: صالح أحمد العلي، الطبعة الثانية، ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م، عن مؤسسة الرسالة، بيروت.
(٢) الحضارة العربية: ص ١٧، تعريب: خليل أحمد خليل، (مرجع سابق).
(٣) عرفات كامل العشي: رجال ونساء أسلموا، ٩/ ١٥٥، ١٥٦، الطبعة الأولى، ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م، عن دار القلم، الكويت، وانظر: عماد الدين خليل: قالوا عن الإسلام. . ص ٢٣٠، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>