للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

د- وعن العبادات في الإسلام قال (أميل درمنغم): إن الإسلام (يرى كمال العبادة في نيل الجسم حقه الشرعي) (١)، وقال بعد ذلك: (كان الكثير من المسلمين يكثرون من التوبة والاستغفار والصلاة والصوم، فرأى محمد أن القصد أولى من الإفراط. . . وأشار بالاعتدال في التقشف، وبترك كلِّ ما يميتُ النفس) (٢).

ولعل (أميل درمنغم) يشير بقوله هذا إلى النفر الثلاثة الذين جاؤوا إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال أحدهم: أصوم ولا أفطر، وقال الآخر: وأنا أصلي ولا أنام، وقال الثالث: وأمَّا أنا فلا أتزوج النساء. فنهاهم الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك، وقال: "أما واللَّه إني لأخشاكم للَّه وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" (٣).

وعلى أيِّ حال فقد تحدث (أميل درمنغم) عن خصيصة الوسطية في جانب العبادات، وله -أيضًا- أقوالٌ أخرى عن وسطية المجتمع الإسلامي فيما يتعلق بمبادئ العقيدة والتشريع والنظرة إلى الدنيا والآخرة، إذ قال: (على ما تراه في دعوة النبي من المبادئ الأخروية لم يأل النبي جهدًا في تنظيم المجتمع الإسلامي تنظيمًا عمليًّا، فكان القرآن كتاب شريعة كما كان مثل كتاب التنبيه والزبور) (٤).

وله بعد ذلك أقوال في مشروعية الأذان ومقاصد العبادات في الإسلام (٥) تأتي في مكان آخر إن شاء اللَّه.

* * *


(١) حياة محمد: ص ٢٨٤، (مرجع سابق).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٢٨٦.
(٣) سبق تخريجه: ص ٧٤٨، (البحث نفسه).
(٤) حياة محمد: ص ٢٨٩، ٢٩٠، (المرجع السابق نفسه).
(٥) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>