للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندما ينسب المنهج التجريبي إلى (باكون (Baconfrancis)) فيقول: (ينسب الناس إلى "باكون" قاعدة التجربة والملاحظة والمنطق الاستقرائي، وهما الأصل في أساس البحث العلمي الحديث، بيد أن الواجب أن يُعْتَرف اليوم أنَّ هذه الطريقة كلها هي من مبتدعات العرب) (١).

ومِمَّا ينبغي الإشارة إليه في هذا الصدد أن الأُمَّة الإسلاميَّة كانت ملتزمة في تلك المعارف والعلوم إلى حدَّ كبير بمبادئ الإسلام وقيمه وضوابطه الأخلاقيَّة، أمَّا مفكرو الغرب فقد انطلقوا بالعلوم والمعارف التي اقتبسوها من الأُمَّة الإسلاميَّة، وتتلمذوا في بداية الأمر على علماء الأُمَّة الإسلاميَّة؛ انطلقوا بتلك المعارف والعلوم نحو (نظريات غير ملتزمة بالأخلاق الإنسانية في بعض جوانبها، ومتعارضة معها في بعضها الآخر) (٢)، مِمَّا كان له الأثر البالغ على الإنسانية، فبقدر ما نالت من معطيات العلم ومكتشفاته، شقيت بتلك النظريات غير الملتزمة بالمبادئ الدينيَّة والأخلاقية، وما حملت من الشرور والمخاوف، التي لم تكن لتحدث لو أنَّ التطور العلمي سار وفقًا للمنهج الإسلامي الملتزم بالأخلاق والمبادئ والقيم.

ثانيًا: ومن مظاهر إيجابيَّة الأُمَّة الإسلاميَّة الخيِّرَة على العالم،


(١) نقلًا عن محمد كرد علي: الإسلام والحضارة العربية: ٢/ ٢٠٢، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: أبا الحسن الندوي: الإسلام أثره في الحضارة وفضله على الإنسانية: ص ١٠٤، ١٠٥، (المرجع السابق). وانظر: محمد الرابع الحسني الندوي: الثقافة الإسلاميَّة والواقع المعاصر: ص ٤٤ - ٤٦، الطبعة الأولى ١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م، عن دار الصحوة - القاهرة، ولمزيد الاطلاع على أثر الإسلام وعلومه وحضارته في نشوء الحضارة الغربية وارتقائها؛ انظر: محمد شريف: الفكر الإسلامي، منابعه وآثاره: ص ٦٧ - ٨٨، ٩٩ - ١٣٦، ترجمة: أحمد شلبي، (مرجع سابق).
(٢) انظر: محمد الرابع الحسني الندوي: المرجع السابق نفسه: ص ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>