في هذه الأيام (نحو ثلاثمئة وخمسين مليونًا) من الأنفس، يوحد هذا الدين بينهم، ويؤلف قلوبهم مهما يكن بينهم من الاختلافات والفروق السياسيَّة) (١).
يتضح من هذا وما سبق الحديث عنه فيما قبله أن خصيصة الإيجابيَّة الخيِّرَة إحدى خصائص تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة نال من خيرها ونفعها العرب في المقام الأول، ثُمَّ جاورهم من الشعوب والأمم التي وصلها الفتح الإسلامي وانتشر فيها الإسلام، بل ونال من خيرها ونفعها العالم أجمع، وهي في ذلك كله موصولة باللَّه -عز وجل- لأن هذه الإيجابيَّة الخيِّرَة جاءت ضمنًا؛ من خلال سير الأُمَّة الإسلاميَّة إلى ربها، إجابة لقوله تعالى:{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}[الإنسان: ٩].
* * *
(١) قصة الحضارة ١٣/ ١٣٣، (المرجع السابق نفسه). وانظر: عماد الدين خليل: قالوا عن الإسلام: ص ٢٨٦، ٢٨٧، (المرجع السابق نفسه).