للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول (رينان) عن عقيدة القدر والاختيار: (المسائل الأساسية في كل دين هي التي ترتبط بالقدر، والمغفرة، والحساب، وهي كلمات ثلاث مصبوغة بصبغة دينيَّة تلقي في النفس الاعتقاد بوعورة المسالك في تفهمها. . . وقد ظهرت على أطلال العالم القديم بعد خمسمئة عام من انقضائه ديانتان: إحداهما ربانية، والثانية بشرية، تمثلان ذينك المذهبين المتناقضين، ولكن بتلطيف في التناقض. . . أمَّا الأولى (الديانة الربانية) -ويقصد بها النصرانية- ومن خصائص هذه الديانة ترقية شأن الإنسان بتقريبه من الحضرة الإلهية، على حين أن الديانة الثانية البشرية: وهي الإسلام المشوبة بتأثير مذهب الساميَّة، تنحط بالإنسان إلى أسفل درك، وترفع الإله عنه في علاء لا نهاية له) (١).

ويقول عن العقل الباطن في ظل الإسلام، وعن عقلية الأُمَّة المسلمة: (إنَّ الدين الإسلامي أخر العقل البشري، وحجبه عن التأمل في حقائق الأشياء بنفوذ زاد مفعول تأثيره عن الأديان الأُخرى، حتى جعل بعض البلاد التي انتشر فيها كميدان لا يعبر البحث عن حقائق الأشياء الذي به يتسع العقل، وزد على ذلك أن عقول أهل هذه البلاد قاصرة من نفسها، وما يتميز به المسلم هو بغضه للعلوم،، واعتقاده أن البحث كفر وقلة عقل لا فائدة فيه) (٢).


(١) نقلًا عن: محمد البهي: المرجع السابق نفسه: ص ٥٣، ٥٤، ٥٥، وانظر: محمد كرد علي: الإسلام والحضارة العربيَّة: ١/ ١٦، ١٧، ٢١، (مرجع سابق)، وقد ذكر أن سبب تحامل (رينان) على الإسلام والمسلمين خصومة وقعت بينه وبين أهل جزيرة (أرواد) حين زارها فهجا أهل الجزيرة بأسرهم بل الشاميين بأجمعهم بل المسلمين عامَّة، انظر: المرجع نفسه: ١/ ١٥، ١٦.
(٢) نقلًا عن: عفاف صبرة: المستشرقون ومشكلات الحضارة: ص ١٥٨، (مرجع سابق)، وانظر: محمد كرد علي: الإسلام والحضارة العربيَّة: ١/ ١٧، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>