للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو هزلًا، وهو كيفما كان كفر؛ فإنَّ الهزل بالكفر كفر، لا خلاف فيه بين الأُمَّة، فإنَّ التحقيق أخو الحق والعلم، والهزل أخو الباطل والجهل) (١).

وتناول ما يكره من الأقوال وما يباح منها واختلاف العلماء في ذلك، وأنَّ كل ما يلفظ به الإنسان مكتوب إمَّا له وإمَّا عليه لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- "كل كلام ابن آدم عليه، لا له، إلَّا ما كان من ذكر اللَّه وما والاه" (٢).

ويصل إلى عبادات الجوارح فيرتبها على هذا النحو: (وأمَّا العبوديات الخمس على الجوارح: فعلى خمس وعشرين مرتبة -أيضًا- إذ الحواس خمسة، وعلى كل حاسة خمس عبوديات، فعلى السمع وجوب الإنصات،


(١) أحكام القرآن ٢/ ٩٧٦، (مرجع سابق). وانظر: محمد بن عبد الوهاب وبعض أبنائه وأحفاده وغيرهم من العلماء: مجموعة التوحيد؛ (الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة): ص ٢٨٢ - ٢٩٩ - ٣٣٢، عن شركة العبيكان للطباعة والنشر - الرياض، (بدون تاريخ).
(٢) أخرجه الترمذي: الجامع الصحيح ٤/ ٥٢٦، كتاب الزهد - باب [٦٢] رقم الحديث [٢٤١٢]، تحقيق: كمال يوسف الحوت (مرجع سابق). وانظر: تخريج الحديث، وما قيل فيه وطرقه: مسند أبي يعلى الموصلي ١٣/ ٥٦، ٥٧، (وحاشية الحديث رقم [٧١٣٢] رقم [١١] في مسند أم حبيبة)، تحقيق: حسين سليم أسد، وقال: إسناده حسن على شرط ابن حبان وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، في سنده أم صالح ليس فيها جرح ولم ترد منكرًا فهي على شرط ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
وفي معناه: ما ذكره ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- في تفسير قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: ١٨] قال: (يكتب كل ما تكلم به من خير وشر حتى أنه ليكتب قوله: أكلتُ، وشربتُ، وجئتُ، ورأيتُ (حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله، فأقرَّ منه ما كان فيه من خير أو شر، وألقي سائره، وذلك قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: ٣٩]، صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير القرآن العظيم: ص ٤٦٢، (مرجع سابق). وانظر: مدارج السالكين ١/ ١٢٩، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>