للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - على الرغم من هذه الظاهرة في معاجم اللغة العربية، إلا أن لفظ (أُمَّة) يعود إلى الأصول اللغوية التي ذكرها ابن فارس: (الأصل، والمرجع، والجماعة، والدين، والقامة، والحين، والقصد) (١)، ولا تخلو جميعًا من رابط (٢) (سوف يتضح فيما بعد).

وهذا يعني أنَّ لفظ (أُمَّة) ليس محصورًا في أصل واحد، وهو القصد كما أورده الأزهري في تهذيب اللغة عن أبي عمرو الشيباني قال: (وأصل هذا الباب كله من القصد، يقال: أممت إليه؛ إذا قصدته. .) (٣) إلى أن قال: (فليس يخرج شيءٌ من هذا الباب عن معنى أممت، أي: قصدت) (٤) إنَّما القصد أصل واحد أو باب واحد من سبعة أصول أو أبواب لغوية كما ذكر ابن فارس.

٣ - تأتي (أُمَّة) بمعنى الفاعل، وتأتي بمعنى المفعول، وتأتي بمعنى الظرف؛ فإذا جاءت بمعنى الفاعل كان المقصود بها (الجماعة والإمام والأُسوة. .) وبعبارة أوضح يتجه المراد بها في هذه الحالة إلى من يقوم بالفعل وهو الفاعل، وإذا جاءت بمعنى المفعول كان المقصود بها (الدين أو الملة أو الطريق أو السنة أو الجماعة إذا كانت مأمومة. .، ونحو ذلك ممَّا يُؤَمُّ ويُقْصَد، ومعنى ذلك أنّ المراد بها يتجه إلى المفعول، وهو ما تقوم به الجماعة أو الإمام أو الأسوة من دين أو سنة أو طريقة تُفْعَل أو تُؤَمُّ أو تُقْصَد، سواء كان المفعول حقًّا أو باطلًا.


(١) انظر: ابن فارس: معجم مقاييس اللغة: (١/ ٢١)، (مرجع سابق).
(٢) انظر: أحمد حسن فرحات: الأمة. . ص: (٢٠)، (مرجع سابق).
(٣) الأزهري: تهذيب اللغة: (١٥/ ٦٣٥)، (مرجع سابق)، وانظر: ابن منظور: لسان العرب: (١/ ١٠٢)، (مرجع سابق).
(٤) المرجع السابق نفسه: (١٥/ ٦٣٦). وانظر: محمد بن صالح العلي: المفهوم الإسلامي للأمة: ص: (٦)، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>