للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعرّف الصيام أو الصوم في الشرع بتعريفات عدَّة، منها: (إمساك مخصوص، في وقت مخصوص، على وجه مخصوص) (١).

ومنها: (إمساك عن أشياء مخصوصة، بنيَّة في زمن معين من شخص مخصوص) (٢).

ومنها: (الإمساك عن جميع المفطرات من أكل وشرب ونكاح بنيَّة، وذلك طيلة النهار، أي: من الفجر وحتى غروب الشمس) (٣).

وكما سبق القول بأنَّ مثل هذه التعريفات يهدف لبيان مشمولات المعرَّف من ناحية الأحكام الفقهية، وما يندرج تحتها من صور للعبادة، وتفاصيل تلك الأحكام، أمَّا المراد هنا فهو أهمية الصيام بصفته عبادة تعدُّ من أركان الإسلام ممثَّلَة في شهر رمضان المبارك، وما يلحق به من أنواع أخرى من قضاء ونذر وكفَّارة وصيام التطوع، وعلى أيِّ حال من تلك الأحوال فإنَّ الصيام وفقًا لضوابطه الشرعية وسننه وآدابه؛ ذو آثارٍ عميقة (في مجالات الحياة: كالصحة، والشعور بحاجة الآخرين، والتعود على الصبر، والتربية، وغير ذلك. . . وهو عبادة قديمة كانت موجودة في الأديان السابقة على الإسلام، يقول سبحانه وتعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: ١٨٣]، التوراة فرضت الصيام أيامًا


(١) شمس الدين الزركشي: شرح الزركشي ٢/ ٥٤٩، تحقيق: عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجبرين، (مرجع سابق).
(٢) شرف الدين المقدسي: الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل ١/ ٣٠٢، تصحيح وتعليق: عبد اللطيف السبكي، عن المطبعة المصرية في الأزهر ١٣٥١ هـ - القاهرة. وانظر: محمد حسن أبو يحيى: أهداف التشريع ص ٣٥٧، (مرجع سابق).
(٣) محمد حسن أبو يحيى: المرجع السابق نفسه: ص ٣٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>