للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج- وللصيام آثارٌ صحيَّة ونفسية واقتصادية تعود فائدتها على الفرد وعلى المجتمع، وتحدثت عنها بعض الدراسات المتخصصة، وأثبتت أن الصيام علاوة على كونه شرع (تزكية لنفس الإنسان، وتهذيبًا لسلوكه) (١)، فإنَّه كذلك شرع (وقاية وعلاجًا ممَّا قد يصيبه من علل وآفات، في نفسه وجسده من جراء كثرة الأكل ودوامه) (٢)، ولذلك قال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما رُويَ عنه: "صوموا تصحُّوا" (٣)، وقال أيضًا: "الصوم جُنَّة" (٤).

يقول أحد الباحثين عن أثر الصوم في الناحية الاقتصادية: (ليعلم الجميع أن الصيام مدرسة عملية للاقتصاد، وتعويد النفس الصبر، والجلد وقوة التحمل عند الأزمات والملمات، وضبط النوازع والرغبات، وكل هذا لا يريده أعداء المسلمين، فنناشد الجميع أن يفطنوا لذلك، ويحرصوا على جني ثمار صومهم بتزكية أنفسهم، وصحة أبدانهم، وتوفير وجبة طعام واحدة يقدمها المستغني عنها لإخوانه، الذين يعانون من وطأة الفقر، والتنصير في بعض بلاد المسلمين) (٥).


(١) عبد الجواد الصاوي: الصيام معجزة علميَّة (دراسة عن الحقائق العلميَّة في الصيام): ص ٢٠٨، الطبعة الأولى ١٤١٣ هـ / ١٩٩٣ م عن هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة - رابطة العالم الإسلامي - مكة المكرمة، منشورات: دار القبلة للثقافة الإسلاميَّة. جدة.
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٢٠٨.
(٣) ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ١/ ٤٢٠، رقم الحديث [٢٥٣]، مشكلة الفقر [٣٥]، الطبعة الأولى ١٤١٢ هـ - ١٩٩٣ م، طبعة مكتبة المعارف، الرياض، وأخرجه أبو نعيم في الطب [ق ٢٤/ ١ و ٢] عن أبي هريرة، وله شاهد عند الطبراني في الأوسط: "اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا" [٢/ ٢٢٥/ ١/ ٨٤٧٧].
(٤) أخرجه البخاري: صحيح البخاري ٢/ ٦٧٠، كتاب (الصوم) باب [٢] الحديث رقم [١٧٩٥]، تحقيق: مصطفى ديب البغا (مرجع سابق)، ومعنى (جنة): وقاية وسترة. وأخرجه مسلم: كتاب الصيام (باب فضل الصيام)، (مرجع سابق).
(٥) عبد الجواد الصاوي: الصيام معجزة علميَّة: ص ٢٠٨ - ٢١٠، (المرجع السابق نفسه، =

<<  <  ج: ص:  >  >>