للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أمن المجتمع من بوائقه، واستراح الناس من شروره، أمَّا إذا كان الاعتماد على القوة والخوف والسجن والفصل والطرد والنفي، فإنّ الإنسان تزداد رُدودُ فعله، ويزداد غليان حقده على كل شيء، حتى على نفسه، وبذلك يتبع ألف حيلة وحيلة للتخلص من سلطان القانون، وتنفيذ ما تسول له نفسه سرًّا) (١).

ب- وللصيام آثارٌ تعود بالخير والنفع على المجتمع، من أهمها: (المساواة بين الأغنياء والفقراء، فالمسلمون حين يفطرون في وقتٍ واحد، لا يتقدم أحدٌ على الآخر، يمتنعون جميعًا عن المأكل والمشرب في وقت واحد، فما ذاك إلَّا مظهر اجتماعي عظيم من مظاهر الوحدة والمساواة، ومظهر المساواة ميزة وخاصيَّة امتازت بها الأُمَّة الإسلاميَّة، وتفردت به على جميع الأمم، فليس هناك دستور ولا قانون أمر بالمساواة، ودعا إليها، وطبقها الأفراد مثل ما فعل الدين الإسلامي الحنيف، وهذا يتجلى في كثير من العبادات التي أحدها الصيام) (٢).

ومن آثار الصيام على المجتمع أنَّه يشعر الأُمَّة بوحدتها حيث فرض على جميع المسلمين صيام (شهر واحد بعينه ليصوموا جميعًا لا متفرقين، وفي ذلك أيضًا الكثير من المنافع حيثُ يكون فيهم الشعور العام بأنَّهم جميعًا جماعة واحدة، تلك وسيلة ناجحة لتنشأ فيهم عاطفة التحاب والإخاء والمساواة والتعاون والوحدة) (٣).


(١) مصطفى إبراهيم الزلمي: فلسفة الشريعة: ص ٢٨، ٢٩، (مرجع سابق).
(٢) محمد سالم محيسن: أركان الإسلام في ضوء الكتاب والسنة وأثرها في تربية المسلم: ص ٢٢٢، الطبعة الأولى ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م عن دار الكتاب العربي - بيروت. وانظر: يوسف القرضاوي: العبادة في الإسلام: ص ٢٧٧، ٢٧٨، (مرجع سابق).
(٣) محمد بن أمين أبو بكر: العبادة وأثرها. . . ص ١٢٣، مجلة كلية الشريعة وأصول الدين بالجنوب، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>