للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلطة هو مدلول النص القرآني ذاته. . هذا هو تصوُّر الإسلام للمسألة. . إنَّه لابدَّ من سلطة تأمر وتنهى. . سلطة تقوم على الدعوة إلى الخير والنهي عن الشر. . سلطة تتجمع وحداتها وترتبط بحبل اللَّه) (١)، ولا شكَّ أنَّ الأمَّة بهذا التصوُّر استعملت بمعنى هيئة أو جهاز سياسي يقوم بشؤون الحسبة والسلطة.

وقد درج بعض المفسرين على القول بأنَّ معنى الأمَّة في هذه الآية: (يعني المجاهدين والعلماء) (٢).

وقال القرطبي: (ثمَّ إنَّ الأمر بالمعروف لا يليق بكل أحد، وإنَّما يقوم به السلطان إذا كانت إقامة الحدود إليه، والتعزير إلى رأيه، والحبس والإطلاق له، والنفي والتغريب، فَيُنَصِّبَ في كل بلدة رجلًا صالحًا قويًّا علمًا أمينًا ويأمره بذلك، ويمضي الحدود على وجهها من غير زيادة) (٣)، وقبل هذا قال عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنه (فائدة الرسالة وخلافة النبوة) (٤).

ولعل المصطلح السياسي لهذا الجانب من معاني (الأمَّة) في الإسلام هو مصطلح (الجماعة) لأنها تشتمل على الجهاز أو الهيئة التي تتجسد فيها الأمة في نظامها السياسي، وتمثل حضور الأمة والقيام على أمرها وبيدها السلطة. .؛ فالجماعة في معناها السياسي: الولاية والإمارة وأهل الحل والعقد ورابطة العلماء.


(١) سيد قطب: في ظلال القرآن. .: (١/ ٤٤٤)، (مرجع سابق). وانظر: الشاطبي: الاعتصام: (٢/ ٤٥٢)، ضبط وتصحيح: أحمد عبد الشافي، عن دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية: (١٤١١ هـ - ١٩٩١ م).
(٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: (١/ ٣٩٠)، (مرجع سابق).
(٣) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: (٢/ ٣١)، (مرجع سابق).
(٤) المرجع السابق نفسه: ص: (٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>