للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (١)، وقوله -أيضًا- في شأن الحج: "لتأخذوا مناسككم" (٢).

ومن هنا قال الإمام ابن تيمية -رحمه اللَّه-: (وجماع الدين أصلان:

أحدهما: ألا يعبد إلَّا اللَّه.

والثاني: أن يعبد بما أمر وشرع، لا بغير ذلك من البدع) (٣).

فتبين من ذلك أنَّ منهج العبادة في الإسلام محدد في منطلقه وغايته ووسيلته وأسلوبه، وأنَّ من أهداف تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة تحقيق العبوديَّة للَّه خالصة من شوائب الشرك والرياء والنفاق.

يقول أحد المفكرين: (من مزايا العبادة في الإسلام أنَّها خالصة للَّه وحده، وقد أكَّدَ القرآن على حصر العبادة في اللَّه وحده فقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: ٢٣]، وقال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: ٣٦]، وقال: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: ٥٥]، {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: ١١٠]، فكل أنواع العبادة من ذكر ودعاءٍ وصلاة وذَبيحة، إنَّما تكون للَّه، ولا تجوز لغيره، فلا يصلي إلَّا له، ولا يدعو إلَّا اللَّه، ولا يذبح إلَّا باسم اللَّه، وكل ما فيه معنى العبادة والتقديس المطلق فلا يكون إلَّا للَّه) (٤).

ويستمر في بيان الألفاظ التي خصها اللَّه بذاته ولم يجعلها لغيره، وما استعمله في حق رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أن يقول: (ومن أجل المحافظة على هذا الأساس منع الإسلام كل ما يؤدي إلى عبادة البشر، أو يفسح المجال


(١) سبق تخريجه: ص ٨٦٨، (البحث نفسه).
(٢) سبق تخريجه: ص ١٩٦، (البحث نفسه).
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: ١٠/ ١٧٢، ١٧٣ (مرجع سابق).
(٤) محمد المبارك: نظام الإسلام (العقيدة والعبادة): ص ١٨٣، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>