للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لالتباس عبادة اللَّه بعبادة البشر؛ كتحريم الركوع والسجود لغير اللَّه، وتحريم الذبيحة التي ذكر عليها اسم غير اللَّه، أو جعلت لغير اللَّه، وتحريم الذبيحة التي ذكر عليها اسم غير اللَّه، أو جعلت لغير اللَّه، وكتحريم إشادة المساجد على قبور الأنبياء والصالحين، وتحريم تشييد القبور ورفعها، وكتحريم التماثيل والصور للأنبياء والصالحين والعظماء، وتحريم الحلف بغير اللَّه، والنذر لغير اللَّه) (١).

كما أن العبادة في الإسلام تتسم باليسر والسهولة، والموازنة بين مطالب الروح والجسد، والدنيا والآخرة، وحررها الإسلام (من قيود الوساطة والمكان وكل مظاهر العبوديَّة (للكهنوت)، فالأرض كلها محراب كبير للمسلم، فحيثما توجه يستطيع أن يتجه بعبادته إلى اللَّه، وقد كانت هذه الخصيصة للعبادة الإسلاميَّة موضع الإعجاب العظيم، والتأثير البالغ من كثيرين من غير المسلمين، حتى من رجال الأديان (الأخرى) أنفسهم، وقد حرر الإسلام العبادة من القيود المكانية المتزمتة، ولم يشترط المكان الخالص في عبادة من عباداته إلَّا في الحج؛ لما فيه من فوائد تفوق فائدة التحرر من المكان، من التجمع العالمي للمسلمين حول أول بيت وضع للناس، وفي أرض الذكريات الإبراهيمية، والذكريات المحمديَّة، ومع اشتراط المكان لعبادة الحج، فليس فيه أي شائبة لتأثير (الكهنوت)، وليس فيه أيُّ ثغرة لتدخل الوسطاء والكهان بين المسلمين وبين اللَّه، شأنه في ذلك شأنه في سائر عبادات الإسلام) (٢).


(١) نظام الإسلام (العقيدة والعبادة): ص ١٨٤، (المرجع السابق نفسه).
(٢) يوسف القرضاوي: العبادة في الإسلام: ص ١٥١، (مرجع سابق). وانظر: عباس محمود العقاد: حقائق الإسلام وأباطيل خصومه: ص ٩٨ - ١٠٢، طبعة ١٩٨٩ م، عن نهضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة، وانظر: القرطبي: الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام، وإظهار محاسن دين الإسلام، وإثبات نبوة نبينا محمد عليه السلام: ص =

<<  <  ج: ص:  >  >>