للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصبح الرهبان يعيشون في شبه قلاع وحصون عيشًا جماعيًّا فقد الكثير من المعاني والأهداف التي وجدت الرهبانيَّة من أجلها) (١).

يقول أبو الحسن العامري: (إنَّ أحق الأديان بطول البقاء، ما وجدت أحواله متوسطة بين الشدَّة واللين، ليجد كلٌّ من ذوي الطبائع المختلفة ما يصلح به حاله في معاده ومعاشه، ويستجمع له منه خير دنياه وآخرته، وكلُّ دينٍ لم يوجد على هذه الصِّفَة، بل أسس على مثال يعود بهلاك الحرث والنسل، فمن المحال أن يسمَّى هيِّنًا فاضلًا، وذلك مثل ما تمسك به رهابين النصارى من هجران المناكح، والانفراد في الصوامع، وترك طيبات الرزق) (٢).

أمَّا شيخ الإسلام ابن تيميَّة فإنَّه تحدث عن توسط المسلمين بين تقصير اليهود، وغلو النصارى في مجال العقيدة والعبادة وسائر الشعائر الدينيَّة، وربط ذلك بانحرافهم عن التميُّز الذي هو صراط اللَّه المستقيم، وهو الدين الذي شرعه اللَّه، والذي من أبرز أهدافه تحقيق العبوديَّة للَّه؛ قال -رحمه اللَّه-:


(١) حسن خالد: موقف الإسلام من الوثنيَّة واليهوديَّة والنصرانية: ص ٦١٣، (مرجع سابق)، ولنبذة تاريخية عن الرهبانيَّة ومفهومها وتطبيقاتها المختلفة عند النصارى؛ انظر: المرجع نفسه: ص ٦١٢ - ٦١٤، وانظر: أبا الحسن الندوي: ماذا خسر العالم. . . ص ١٦٧، ١٦٨، ١٦٩، ١٧٠، ١٧١، ١٧٢، ١٧٨، (مرجع سابق).
(٢) كتاب الإعلام بمناقب الإسلام: ص ١٣٧، (مرجع سابق). وقد عقد فصلًا بعنوان (القول في فضيلة الإسلام بحسب الأركان العبادية)، قارن بين العبادة في الإسلام والعبادة عند اليهود والنصارى، والمانوية، ونسَّاك الهند، وبين مزايا العبادة في الإسلام ومناقبها وعظمة شعائرها، وما اتسمت به من اليسر والوضوح والتوازن، وأنها عبادات تشمل النفس والبدن والمال، وقال في نهاية الفصل المذكور: (وإذ قد أتينا على المقابلة بين الإسلام وسائر الأديان في الأركان الاعتقادية، والأركان العباديَّة، وأوضحنا السبل في كيفية المقابلة بينه وبينها، ثُمَّ كان الطريق فيها رأي في دين الإسلام) أسهل، والمأخذ في أبوابها أقرب).

<<  <  ج: ص:  >  >>