للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: ١٠٥]، وقال تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام وهو يخاطب قومه في وقت كان فرعون يهددهم فيه بقتل الأبناء واستحياء النساء: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: ١٢٨].

هذان المقومان: العلم والتسخير، هما أبرز مقومات الاستخلاف بعامَّة مع ما يقتضيانه من العقل والأجل وعوامل القوة المختلفة والوسائل والأساليب، كذلك الإرادة والعزم، وكل ذلك ونحوه هيأه اللَّه للإنسان وزوده به، في إطار الفرد وعلى صعيد الأُمَّة، والآيات الدّالة على ذلك من الكثرة بمكان، وكذلك الأحاديث والآثار، والوقائع التاريخية مِمَّا لا يتسمع هذا المجال لذكره (١)، ولكن تكفي الإشارة إلى أن العلم والتسخير هما الأساس في كل ذلك، وأنهما مرتبطان بالاستخلاف الكوني القدري الذي قد يرتفع الإنسان به إلى أحسن تقويم، أو يرتد به إلى أسفل سافلين.

وعن هذا قال أحد الباحثين: (بيَّن سبحانه أنَّ آثار الإنسان في الأرض تشتد، وأن قوته تزيد على الأشياء والأحياء، ويتمكن منها بالعلم، وأن الناس في المجتمعات التي تكون على درجة متقدمة في مجال السيادة بسبب زيادة حصيلتهم من العلم عادة أو غالبًا ما يفتنون وينحدرون في جانب الأخلاق، ويتسفلون في الجانب الإنساني، أي: جانب العبودية،


(١) انظر تفاصيل ذلك لدى:
• فاروق الدسوقي: استخلاف الإنسان في الأرض ص ١٧ - ٧٥، (مرجع سابق).
• عبد المجيد النجار: خلافة الإنسان بين الوحي والعقل. . . ص ٤٧ - ٧٢، (مرجع سابق).
• علي محمد نصر: استخلاف آدم عليه السلام: ص ٨ - ٦٣، ٩٠ - ٩٦، العدد [٧٦]، من سلسلة دعوة الحق، السنة [٧]، رجب ١٤٠٨ هـ، فبراير ١٩٨٨ م، رابطة العالم الإسلامي - مكة المكرمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>