للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وذهب القرطبي إلى هذا بقوله: (وهذا قول ستة من الصحابة وحسبك) (١)، قال أبو القاسم الغرناطي: (قال عمر وابن مسعود وابن عباس وكعب وعائشة وأكثر المفسرين هذه الأصناف الثلاثة في أمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-) (٢).

واختاره الشوكاني بقوله: (وقد روي هذا القول عن عمر وعثمان وابن مسعود وأبي الدرداء وعائشة، وهذا هو الراجح) (٣).

- ولابن قيم الجوزية وقفة متأنية ناقش فيها سائر الأقوال المتعارضة في هذه الآية وبين حجج كل فريق وأدلته، ثم رجَّح القول بأنَّ الأصناف الثلاثة كلُّهم من هذه الأمة أُمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- أمَّة الإجابة والاتباع المصطفاة، وأن الأدلة على ذلك (قد بلغت في الكثرة إلى حدٍّ يشدُّ بعضها بعضًا، ويشهد بعضها لبعض) (٤).

ثم ساق أدلة أخرى تؤيد هذا القول، وقال بعدها: (فهذه الآثار يشدُّ بعضها بعضًا، وإنَّها قد تعددت طرقها، واختلفت مخارجها، وسياق الآية يشهد لها بالصحة فلا نعدل عنها) (٥).

وعلى هذا فإنَّ أمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- تطلق ويراد بها:


(١) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: (١٤/ ٢٢١)، (مرجع سابق). وانظر: ابن عطية: المحرر الوجيز: (٤/ ٤٣٨)، (المرجع السابق نفسه).
(٢) أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي: التسهيل لعلوم التنزيل، ص ٥٤٨، طبعة الدار العربية للكتاب (بدون تاريخ).
(٣) الشوكاني: فتح القدير: (٤/ ٣٤٩)، (مرجع سابق). وانظر: السعدي: تيسير الكريم الرحمن: (٦/ ٣٢٠)، (مرجع سابق). وانظر: سيد قطب: في ظلال القرآن: (٥/ ٢٩٤٤)، (مرجع سابق).
(٤) ابن قيم الجوزية: طريق الهجرتين وباب السعادتين: ص: (٣٦٥)، (مرجع سابق).
(٥) المرجع السابق نفسه: ص: (٣٦٩)، وانظر: تفصيل التعارض والترجيح وأدلة كل فريق في الصفحات من: (٣٤١)، حتى (٣٦٩)، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>