للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطورتها في مجمل الحياة الفكريَّة العامَّة للغرب أعني: دائرة المباحث الخاصة بتاريخ العهدين القديم والجديد. . وحقل التصورات والقصص والمسرحيات الأسطوريَّة، ثُمَّ الموروثات المتراكمة في الخيال الشعبي. ومع تغير المواقف الغربية الممجوجة هذه تحت تأثير التطورات الداخلية للفكر الغربي، طرأت تغييرات هامشية عرضية على هذه الصورة المخزية المعراة عن الحقيقة (١)، أمَّا جوهر هذا الموقف ودلالاته التاريخية فقد بقيت موصولة ومستمرة لا تكاد تعرف التحول عن المنطلقات الأولى التي بدأت حركتها منها) (٢).

إن الدوافع الدينيَّة للدراسات الاستشراقية فيما يتعلق بالأُمَّة الإسلاميَّة جاءت لتحقق ما يتلخص في الآتي (٣):

١ - بث الدعوة الدينيَّة النصرانية في الشعوب الإسلاميَّة وغيرها من أمم الأرض الأخرى، وخدمة أهداف التنصير بصفة عامَّة.

٢ - الحد من انتشار الإسلام في العالم بعامَّة، وتحصين الشعوب التابعة للكنيسة ونفوذها بخاصَّة.

٣ - تشكيك المسلمين في صحة الإسلام، وصدق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وزعزعة ثقتهم في قيم الإسلام الحضارية والثقافية عن طريق إشاعة الشكوك والشبهات والمزاعم والآراء المتضاربة حول الإسلام من حيث عقيدته وشريعته وآدابه، وحول تاريخ الأُمَّة الإسلاميَّة وما سطرت من أمجاد (٤).


(١) انظر: موقف المستشرقين من وسطية الأمَّة الإسلامية: ص ٧٥٩ - ٧٨١ (البحث نفسه).
(٢) دراسات في الفكر العربي الإسلامي: ص ١٢١، ١٢٢، (المرجع السابق نفسه).
(٣) لمزيد الاطلاع: انظر: الدافع الديني للدراسات الاستشراقية وأهدافه: ص ٢٨٨ - ٢٨٩ (البحث نفسه).
(٤) انظر: عمر عودة الخطيب: لمحات في الثقافة الإسلاميَّة: ص ١٩١، ١٩٢، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>