وكل ذلك عن طريق دراسات توصف بالعلميَّة والمنهجية والموضوعيَّة، وتدخل عالم الفكر والتاريخ تحت مسمى البحث العلمي، وبالتالي تتشكل خلفيَّة فكريَّة صارمة تحكم على الإسلام وعلى الأُمَّة الإسلاميَّة بما لا يتفق مع جوهر الإسلام وحقيقة الأُمَّة الإسلاميَّة.
وعلى ذلك فإنَّ هذه الدراسات في مختلف أطوارها التاريخيَّة وأهدافها المتنوعة تمت لتعويق الأُمّة الإسلاميَّة عن تحقيق هذا الهدف العميق من أهداف تميُّزها، أعني قضية استخلافها في الأرض.
أمَّا النقطة الثانية وهي: الصبغة الاستعماريَّة: فإنَّ دراسات فئة من المستشرقين خضعت للباعث أو الدافع الاستعماري، وفيما يأتي أورد نماذج تبين ذلك، ثمَّ أعقب على ذلك بالرابط بين تلك الدراسات وقضية استخلاف الأُمَّة الإسلاميَّة باعتبارها هاجس الخوف من الأُمَّة الإسلاميَّة، وسبب الحقد عليها من قبل أولئك المستشرقين والقوى المعادية للإسلام من ورائهم.
(كتب كاتب اسمه (أشعيا بومان) في مجلة (العالم الإسلامي) مقالًا عنوانه: الجغرافية السياسية للعالم الإسلامي؛ ذكر فيه أن شيئًا من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي، لهذا الخوف أسباب، منها: أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عدديًّا، بل هو دائمًا في ازدياد واتساع، ثُمَّ إن الإسلام ليس دينًا فحسب، بل إن من أركانه الجهاد، ولم يتفق قط أن شعبًا دخل في الإسلام ثُمَّ عاد نصرانيًّا. . وكذلك يرى هذا الكاتب أن الصحراء كانت للمسلمين حصنًا منيعًا، ذلك لأن (البدو) نسبة مئوية كبيرة في المسلمين، وأنَّه ما من دولة حاولت التغلب على المسلمين، واتفق أن ظفرت إلَّا خسرت أضعاف ما خسر المسلمون في ذلك الكفاح. . . من أجل ذلك يقترح هذا الكاتب أن تتفق بريطانيا