للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرقيين عامة ميلًا للخضوع والخنوع، والاستسلام للغرب، وتفوقه الحضاري وسموّه المادي) (١).

وعلى هذا فإنَّ قضية استخلاف الأُمَّة الإسلاميَّة تغيب في هذا الزخم الاستعماري المضاد الذي عاد بالحروب الصليبية متذرعة بالفكر وسلاح العلم والمعرفة الموجهة ضد تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، وما يهدف إليه هذا التميُّز من سيادة وريادة وقيادة.

أمَّا النقطة الثالثة وهي: الصبغة السياسية: فإنه إذا كان الاستعمار قد رحل عن معظم بلدان الشرق وعن العالم العربي والإسلامي لظروف تاريخيَّة وسياسية وتطورات فكريَّة لا يتسع المجال لذكرها، فإنَّ الصراع الفكري والغزو الثقافي استمر في صور جديدة يموج بها العالم الإسلامي للنيل من عقيدة الأُمَّة الإسلاميَّة، والقضاء على شخصيتها المتميِّزة (لقد تطورت الوسائل، وتعددت طرق المواجهة الثقافية الحديث، ويكفي أنَّ مراكز البحوث والدراسات، سواء كانت مستقلة أو أقسامًا للدراسات الشرقية، في الجامعات العلميَّة في الغرب وما يوضع تحت تصرفها من الإمكانات الماديَّة، والمبتكرات العلمية والاختصاصات الدراسية، تمثل الصورة الحديثة التي تطور إليها الاستشراق، حيث تمكن أصحاب القرار السياسي من الاطلاع والرصد لما يجري في العالم يوميًّا) (٢).

وقد ذكرت بعض الإحصائيات ما قيل قبل عقد من الزمان بأن (في القارة


(١) عرفان عبد الحميد: دراسات في الفكر العربي الإسلامي: ص ١٢٣، (مرجع سابق)، وانظر: إدوارد سعيد: الاستشراق، فإنَّ كتابه يعالج هذا الجانب بصفة خاصَّة، وبخاصة الصفحات، ٧١، ٧٢، ٧٣ - ٧٩.
(٢) عمر عبيد حسنة: مقدمته لكتاب الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري: لمحمود حمدي زقزوق: ص ٨، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>