للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - والصنف الخامس منهم هم الذين أحاطوا علمًا بوجوه قراءات القرآن وبوجوه تفسير آيات القرآن وتأويلها على وفق مذهب أهل السنة دون تأويلات أهل الأهواء الضَّالة.

٦ - والصنف السادس منهم الزهاد الصوفية. . على سمت أهل الحديث دون من يشتري لهو الحديث.

٧ - والصنف السابع منهم قوم مرابطون في ثغور المسلمين في وجوه الكفرة يجاهدون أعداء المسلمين، ويذبون عن حريمهم وديارهم، ويظهرون في ثغورهم مذاهب أهل السنة والجماعة.

٨ - والصنف الثامن منهم عامة البلدان التي غلب فيها شعائر أهل السنة دون عامة البقاع التي ظهر فيها شعار أهل الأهواء الضالة) (١).

وعقَّب على تصنيفه هذا بقوله: (إنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما ذكر افتراق أمته بعده ثلاثًا وسبعين فرقة وأخبر إن فرقة واحدة منها ناجية، سئل عن الفرقة الناجية وعن صفتها فأشار إلى الذين هم على ما عليه هو وأصحابه. ولسنا نجد اليوم من فرق الأمة من هم على موافقة الصحابة -رضي اللَّه عنهم- غير أهل السنة والجماعة) (٢).

وخلاصة القول في أمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إنَّ لها ثلاث دوائر بعضها أخصَّ من بعض، فالدائرة الواسعة من حيث الزمان والمكان وشمول الخطاب يطلق عليها أمَّة الدَّعوة، وتشمل جميع الثقلين الإنس والجن في كل زمان ومكان من حين صدع -صلى اللَّه عليه وسلم-، بما أمر به من التبليغ وحتى نهاية التاريخ البشري (٣)،


(١) عبد القاهر بن طاهر البغدادي: الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم: ص: (٣٠٠، ٣٠١، ٣٠٢، ٣٠٣)، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، طبعة: (١٤٠٨ هـ - ١٩٨٧ م)، بيروت.
(٢) المرجع السابق: ص: (٣٠٤).
(٣) انظر: مطلب العالمية بوصفها إحدى خصائص تميُّز الأمة الإسلامية، في: ج ٢: (٩٣ - ١٤٦)، (البحث نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>