للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها من حلول تمثلت في الدعوة إلى الكتابة بالحرف اللاتيني والعاميَّة. . . وغيرهما مِمَّا سبق ذكره كل ذلك يسقط بسقوط شبهاتهم، ويكفي هنا الإلماح لأبرز الأهداف من تلك الحلول فيما يأتي:

١ - إهمال القرآن الكريم والحديث النبويّ الشريف لغة وأصلًا وتشريعًا (١).

٢ - هجر لتراث المسلمين، واجتثاث لوجودهم الفكري والثقافي (٢).

ذلك أنَّ المستشرقين العاملين في خدمة الدوائر المعاديَّة للأُمَّة الإسلاميَّة أدركوا (قوة ارتباطها بالدين والثقافة الإسلاميَّة. . .) (٣)، وأنها من أقوى أسباب الوحدة الإسلاميَّة، وهو ما عبَّرَ عنه المستشرق الإنجليزي (جيب) بقوله: (إنَّ من أهم مظاهرها الحروف العربيَّة التي تستعمل في سائر العالم الإسلامي واللغة العربيَّة التي هي لغته الثقافية الوحيدة، والاشتراك في الكلمات والاصطلاحات العربيَّة الأصل) (٤)، وعملوا من أجل ذلك على إثارة الشبهات في حياض اللغة العربيَّة، ودعوا إلى الكتابة بالحرف اللاتيني حينًا وإلى العاميَّة حينًا آخر، أو الجمع بينهما أو تطوير اللغة سواء بإهمال الإعراب، أو التصرف فيها وتطويرها على نحو مِمَّا حدث للغة اللَّاتينيَّة، وذلك كله يهدف لما سبق ذكره.


(١) انظر: نفوسة زكريا سعيد: تاريخ الدعوة إلى العامّية وآثارها في مصر: ص ٢٠٣، (مرجع سابق)، إذ تقول: (يريد أن يباعد بيننا وبين القرآن ويحرمنا من تلك النعمة التي خصنا اللَّه بها، وهي معرفتنا للغته والقواعد التي عليها) في سياق كلامها عن دعوة المستشرقين للعاميَّة في مصر وترك الفصحى متذرعين بصعوبتها.
(٢) انظر: نذير حمدان: اللغة العربيَّة. .: ص ٧٨، ٧٩، (مرجع سابق).
(٣) انظر: مرزوق بن صنيتان بن تنباك: الفصحى ونظرية الفكر العامي: ص ٢٩، (مرجع سابق).
(٤) أين يتجه الإسلام: ص ٢٠، نقلًا عن: السيد الطويل: اللسان العربي والإسلام. .: ص ١٠٢، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>