للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنسان، أو جحيم لا يطاق داخل الأسرة، أو مهما يقع في الأرض من ظلم وفساد، ومهما يلحق العباد من لأواء وشدة وضنك، وإنَّما يمتد ليشمل هذه المراحل كلها، وتلك الأحوال كلها، في خطوات متدرجة تدرجًا منطقيًا متوازنًا) (١).

ومن هنا يتضح (أنَّ الإسلام يبدأ محاولة السلام أولًا في ضمير الفرد، ثُمَّ في محيط الأسرة، ثُمَّ في وسط الجماعة، وأخيرًا يحاول في الميدان الدولي بين الأمم والشعوب. . . وإنَّه ليسير في تحقيق هذه الغاية الأخيرة في طريق طويل يعبر فيه عن سلام الضمير إلى سلام البيت إلى سلام المجتمع إلى سلام العالم في نهاية المطاف) (٢).

ولعل تحية الإسلام وهي (السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته)؛ التي يتبادر بها المسلمون عند لقائهم، وعند وداعهم، مِمَّا يدل على نزعة السلام على الأُمَّة الإسلاميَّة، حتى لقد بلغ الأمر بالآداب الإسلاميَّة أن لو فرقت بين اثنين شجرة أو شاخص أو نحوهما، وهما في طريق ما أن يبادر أحدهما الآخر بالسلام حال لقائهما في ذلك الطريق، وقبل ذلك وبعده مسمَّى (الإسلام) ذاته فهو يتضمن السلام والمسالمة.

أمَّا حالة القتال والحرب فهي حالة طارئة ومقيدة بشروط دقيقة، ولها ضوابط وأخلاق تكفل الرحمة بالخلق من إنسان وحيوان وما يحيط بهما من موجودات البيئة الفطريَّة (٣)، ومن هذه الضوابط ما يأتي:


(١) انظر: عثمان جمعة ضميرية: منهج الإسلام في الحرب والسلام: ص ٣٦، الطبعة الأولى، ١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م، عن مكتبة دار الأرقم - الكويت.
(٢) سيد قطب: السلام العالمي والإسلام: ص ٢٨، طبعة ١٣٨٦ هـ - ١٩٦٧ م.
(٣) انظر: مطلب العقيدة الإسلاميَّة: ص ٣٣١ - ٣٣٥، (البحث نفسه)، وانظر: عبد الكريم الخطيب: الحرب والسلام في الإسلام: ص ١٣ - ٣٢، الطبعة الأولى، ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م، عن دار الفكر - دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>