للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشراق ودراسة تاريخه في جذوره البعيدة، وحاضره المشاهد، وعلائقه وصلاته، ووصل بعضهم إلى نتائج حاسمة في الحكم على منهجه (وبيان أخطائه وخياناته العلميّة، والكشف عن مقدماته ونتائجه الفاسدة، إلّا أن هذه الدراسات وإن لم ترتفع بعد إلى المستوى الذي يستطيع إلحاق الهزيمة النهائية بعالم الاستشراق؛ فقد كان له أثر لا ينكر في توجيه الأنظار بصورة عامَّة إلى منهجه الفاسد في دراسة الإسلام وحضارته وتاريخه وفضح نوازعه السيئة والكشف عن أهدافه، وتعد هذه الدراسات النقدية بداية طيبة لعمل كبير في هذا المضمار؛ لأن دراسات المستشرقين -كما سبق- من الكثرة والتنوع والذكاء في المعالجة بحيث تحتاج إلى جهود) (١) كبيرة جدًّا.

من أولئك الباحثين: مصطفى السباعي، وعمر فروخ، وعبد اللطيف الطيباوي، ومالك بن نبي، وإدوار سعيد، ومحمود حمدي زقزوق، ومحسن عبد الحميد، وعماد الدين خليل، ومحمد البهي، وقاسم السامرائي، ومحمد عبد اللَّه مليباري، وعلي النملة، وآخرون.

وفيما يأتي نماذج من تلك النتائج التي خلص إليها هؤلاء الباحثون:

أ- لعل من أبرز تلك الدراسات في نقد المنهج الاستشراقي الدراسة التي أنجزها (إدوارد سعيد) وقال عنها محسن عبد الحميد: (من بين عشرات الكتب والدراسات والمقالات التي قرأتها حول الاستشراق. . الدراسة النفسية التي كتبها الدكتور إدوارد سعيد حول الاستشراق بمنهج علمي حيادي صارم) (٢).

فتعد دراسة (إدوارد سعيد) عن الاستشراق كما ذكر محسن عبد


(١) محسن عبد الحميد: أزمة المثقفين تجاه الإسلام ص ١٣١، الطبعة الأولى ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٤ م، عن دار الصحوة. . مصر.
(٢) محسن عبد الحميد: أزمة المثقفين: ص ٣٤، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>