للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- (إذا كان جوهر الاستشراق هو التمييز الذي يستحيل اجتثاثه بين الفوقية الغربية والدونية الشرقية، فإنَّ علينا أن نكون على استعداد لنلاحظ كيف أن الاستشراق في تناميه وفي تاريخه اللاحق قد عمَّق هذا التميُّز، بل أعطاه أيضًا صلابة وثباتًا) (١).

- يعد كتاب (بارتلمي ديربيلو: المكتبة الشرقية، الذي طبع عام ١٦٩٧ م، بعد وفاته مع مقدمة لأنطوان غالان، المرجع الرئيسي السائد في أوروبا حتى أوائل القرن التاسع عشر. . . وقد قسم هذا الكتاب التاريخ إلى نوعين: مقدس، ومدنس) (٢)، وكان اليهود والمسيحيون في (النوع الأول، والمسلمون في النوع الثاني) (٣)، ويعدُّ هذا الكتاب -كما ذكر بعض المؤرخين- (الأب الأول لدائرة المعارف الإسلاميَّة الحديثة) (٤).

- (لقد كان أحد الضوابط المقيدة التي أثرت على المفكرين المسيحيين الذين حاولوا فهم الإسلام ينبع من عملية قياسية، ما دام المسيح هو أساس العقيدة المسيحية، فقد افترض -بطريقة خاطئة تمامًا- أن محمدًا كان للإسلام ما كان المسيح للمسيحية، ومن ثمّ إطلاق التسمية "المحمدية" على الإسلام) (٥)، وإنّ مما يترتب على هذا الخطأ العلمي والمنهجي الذي وضحَّه (إدوارد سعيد) هو نسبة النصرانية إلى الإله، وعلى هذا تكون ديانة سماوية؛ لأن المسيح جزءٌ -في معتقداتهم- من الإله، فالنصرانية بناءً على هذا تعد ديانة إلهية سماوية، أمَّا عندما ينسب الإسلام إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فليس


(١) المرجع السابق نفسه: ص ٧٣.
(٢) انظر: إدوارد سعيد: الاستشراق ص ٩٣، ٩٤، (المرجع السابق نفسه).
(٣) المرجع السابق نفسه: ص ٩٣.
(٤) جمال الدين الشيال: التاريخ الإسلامي. .: ص ٩٥، (مرجع سابق).
(٥) إدوارد سعيد: المرجع السابق نفسه: ص ٩٠، ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>