للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- وفي دراسة محمود حمدي زقزوق للاستشراق في كتابه: (الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري) بيان لما في المنهج الاستشراقي من الانحرافات عندما يدرس تاريخ الإسلام وحضارته بصفة خاصة، (في حين أنهم عندما يكتبون عن ديانات وضعية مثل البوذية والهندوكية وغيرهما يكونون موضوعيين في عرضهم لهذه الأديان، فالإِسلام فقط من بين كل الديانات التي ظهرت في الشرق والغرب هو الذي يهاجم، والمسلمون فقط من بين الشرقيين جميعًا هم الذين يوصمون بشتى الأوصاف الدنيئة) (١).

وتحت عنوان: منهج المستشرقين ناقش مقولة (رودي بارت) في المنهج الاستشراقي، ومما جاء فيها: (. . . ونحن بطبيعة الحال لا نأخذ كل شيء ترويه المصادر على عواهنه دون أن نعمل فيه النظر، بل نقيم وزنًا فحسب لما يثبت أمام النقد التاريخي. . . أو يبدو وكأنه يثبت أمامه، ونحن في هذا نطبق على الإسلام وتاريخه وعلى المؤلفات العربيَّة التي نشتغل بها المعيار النقدي نفسه الذي نطبقه على تاريخ الفكر عندنا وعلى المصادر المدونة لعالمنا نحن) (٢)، وعقبت الدراسة على هذه المقولة بما ذكره أحد المفكرين في مناقشته المنهج الاستشراقي وعمل المستشرقين إذ قال: (فالقوم يدرسون العلوم الإسلاميَّة العربيَّة، ويضعون نظريات ويكونون آراء في أثناء ما يقومون به من دراسات، ويهتمون بتقديم أدلة وأسانيد لهذه الآراء والنظريات، يستمدونها من المراجع الإسلاميَّة نفسها، وهذا العمل


(١) زقزوق: الاستشراق. . ص ١١٧، (مرجع سابق)، وانظر: محمود حمدي زقزوق: الإسلام في تصورات الغرب ص ١٤، الطبعة الأولى ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م، عن مكتبة وهبة - مصر.
(٢) رودي بارت: الدراسات الإسلاميَّة والعربية. .: ص ١٠، (مرجع سابق)، وانظر: زقزوق: الاستشراق. .: ص ٧٧، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>