على الأُمَّة الإسلاميَّة، كما أنَّ كثيرًا من تلك الدراسات اهتمت بالنزعات العرقية والقبليَّة وفسرت بها تاريخ الإسلام السياسي، كما اتهمت الحضارة الإسلاميَّة بأنها اصطبغت بالأفكار (الهلينستية)، والآراء الهنديَّة وفلسفة الأفلاطونيَّة الجديدة.
يقول بعض الباحثين:(كان للشعوبيَّة والعصبيَّة أثر في وضع الأخبار التاريخية، والحكايات، والقصص الراميَّة إلى تشويه التاريخ الإسلامي، وإلى إعلاء طائفة على طائفة، أو أهل بلد على آخر، أو جنس على جنس، وإبعاد الميزان الشرعي في التفاضل، وهو ميزان التقوى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: ١٣]، كما أن الفرق المنحرفة استغلت القُصَّاص، وانتشارهم وجهل معظمهم، وقلة علمهم بالسنة، وانحراف طائفة منهم تبتغي العيش والكسب، فنشروا بينهم أكاذيبهم، وحكايتهم، وقصصهم الموضوعة، فتلفقها هؤلاء القصاص دون وعي وإدراك ونشروها بين العامة، وانتشرت عن طريقهم كثير من الأحاديث الموضوعة المنسوبة كذبًا إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعدد لا يحصى من الأخبار والأقوال المكذوبة على الصحابة والتابعين، وعلماء الإسلام، مِمَّا يسيء لهم، ويشوه تاريخهم وسيرتهم. . . وقد تلفقت هذه الأكاذيب والتحريفات (طائفة) من المستشرقين، فوجدوا فيها ضالتهم، وأخذوا يعملون على إبرازها، والتركيز عليها، مع ما أضافوه إليها -بدافع من عصبيتهم وكرههم للمسلمين- من أكاذيب وافتراءات كاختراع حوادث لا أصل لها، أو التفسير المغرض للحوادث التاريخية بقصد التشويه أو التفسير الخاطئ تبعًا للتصور والاعتقاد الذي يدينون به) (١).
(١) انظر: محمد بن صامل العلياني السلمي: منهج كتابة التاريخ الإسلامي: ص ٤٩٩ - =