للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومِمَّا درج عليه المستشرقون في تفسير التاريخ الإسلامي في جانبه السياسي أن بعضهم أبرز (تاريخ الفرق الضالة، ومحمد إلى تضخيم أدوارها، وتصويرها بصورة المصلح المظلوم، وبأنَّ المؤرخين المسلمين، قد تحاملوا عليها، فالقرامطة، والإسماعيلية، والرافضة الإمامية، والفاطمية، والزنج، وإخوان الصفا، والخوارج، كلهم في نظرهم واعتبارهم دعاة إصلاح وعدالة وحريَّة ومساواة، وثوراتهم كانت ثورات إصلاح للظلم والجور) (١).

وأظهر بعض المستشرقين تاريخ الخلافة الأمويَّة من خلال (النزعة القبلية، وشعر النقائض بين جرير والفرزدق والأخطل، ولم يرَ من تاريخ الدولة العباسية كله غير دور الموالي من الفرس، وغير السباق بين العناصر المختلفة، وبداية التنافس والطموح) (٢)، وتؤكد الحقيقة التاريخية أنَّ (تاريخ بني أميَّة كما يراه الثقات من أهل العلم هو تاريخ تثبيت دولة الإسلام، وذلك على الرغم مِمَّا ارتبط بهذا التاريخ من أحداث مؤلمة لها ظروفها وملابساتها التاريخية الخاصة، التي يجب أن تفهم في ضوئها) (٣).

وقد قال عنها ابن خلدون: (وكذلك عهد معاوية إلى يزيد خوفًا من افتراق الكلمة بما كانت بنو أميَّة لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه مع أن ظنهم كان به صالحًا، ولا يرتاب


= العباسية. . .؛ شوقي أبو خليل: كارل بروكلمان في الميزان: ص ١٢٤ - ١٢٦، (المرجع السابق نفسه).
(١) محمد بن صامل العلياني السلمي: منهج كتابة التاريخ الإسلامي: ص ٥٠٥، (مرجع سابق)، وانظر: حسين مؤنس: كتاب مجد الإسلام لجاستون فييت (ملحق بكتاب الفكر الإسلامي الحديث. . .) ص ٥٧٣ - ٥٧٥، (مرجع سابق).
(٢) محمد رشاد خليل: المنهج الإسلامي لدراسة التاريخ وتفسيره: ص ١٧، (مرجع سابق).
(٣) المرجع السابق نفسه: ص ١٨، ١٩، ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>