للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ق: والحديثُ المرفوع: "شَمَّتَ (١) عَلَيْهِمَا" (٢)؛ يعني: عليا وفاطمة -رضي اللَّه عنهما-؛ أي: دعا لهما، وبَرَّكَ عليهما، قيل: وهو مأخوذ من الشماتة التي هي فرحُ الرجلِ ببلاء عدوه، وسوءٍ ينزل به، يقال: شَمَتُّ بعدوِّي شماتةً، وشماتًا، وأشمته اللَّهُ به.

وفي توجيه هذا المعنى وجهان:

أحدهما: أنه دُعاء له أن لا يكون في حال (٣) يشمت به فيها.

والثاني: أنك إذا قلت: يرحمك اللَّهُ، فقد أدخلتَ على الشيطان ما يَسُوءُه، فيُسر العاطسُ بذلك.

وقيل: إنه مأخوذ من التسميت؛ الذي هو اجتماعُ الإبلِ في المرعى.

قال صاحب "الجامع" (٤): والتسميتُ: اجتماع الإبل في المرعى، قيل: ومنه تشميتُ العاطس: إذا قيل له: يرحمك اللَّه، فيكون معنى شمتَّه: سألتَ اللَّهَ -تعالى- أن يجمع شمله وأمره.

ونقل بعضُ شيوخنا عن القاضي أبي بكر بن العربي فيما وجده (٥) عنه: أنه قال: فإن كان بالشين المعجمة، فهو مأخوذ من الشوامِت،


= الزبيدي والخطابي والتميمي.
(١) في "ت": "سمت".
(٢) ذكره أبو عبيد في "غريب الحديث" (٢/ ١٨٣).
(٣) في "ت": "بحال".
(٤) يعني: "جامع اللغة" لأبي عبد اللَّه محمد بن جعفر القزاز التميمي.
(٥) في "ت": "وجد".

<<  <  ج: ص:  >  >>