٢٧٦٩ - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْعُكْبَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَهْلٍ النَّحْوِيَّ، يَقُولُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى رَجُلٍ شَيْخٍ طَاعِنٍ فِي السِّنِّ حَسَنِ المَنْظَرِ، مَلِيحِ الْجُمْلَةِ، وَافِرِ اللِّحْيَةِ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: اسْمَعُوا مِنْ هَذَا إِلَّى الشَّيْخِ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ، فَجَلَسُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ الشَّيْخُ حَفِظَهُ اللهُ يُمْلِي عَلَيْنَا شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا عَنَيْتُ بِهِ فِي عُمْرِي قَالُوا: فَشَيْءٌ مِنَ الْفَرَائِضِ، قَالَ: وَلَا عَنَيْتُ بِهِ أَيْضًا، قَالَ: فَشَيْءٌ مِنَ الْفِقْهِ، فَالْتَفَتَ وَقَالَ: وَلا عَنَيْتُ بِهِ فِي عُمْرِي، قَالُوا: فَشَيْءٌ مِنْ أَنْسَابِ الْعَرَبِ وَأَخْبَارِهَا، قَالَ: وَلا عَنَيْتُ بِهِ، قَالُوا: فَشَيْءٌ مِنْ أَخْبَارِ الْخُلَفَاءِ وَالْمُلُوكِ، قَالَ: وَلا عَنَيْتُ بِهِ، قَالَ: فَخُذْ عَلَيْنَا جُزْءًا مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: وَلا عَنَيْتُ بهِ، قَالَ: فَجَاءُوا إِلَى الأَعْمَشِ فَأَخْبَرُوهُ بِحَالِ الشَّيْخِ، فَقَالَ لَهُمْ: ارْجِعُوا إِلَيْهِ وَاصْفَعُوهُ خَمْسًا وَخَمْسِينَ صَفْعَةً، فَقِيلَ: أَيْ حِسَابَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، قَالَ: عِشْرِينَ لِكِتَابِ الله، وَعِشْرِينَ لِسُنَّةِ رسول الله ﷺ وَعَشْرٍ لِسَائِرِ الْعُلُومِ، وَخَمْسَةٍ أَشْفِي بِهَا صَدْرِي مِنْ شَيْخٍ مِثْلَ هَذَا مَا تَعَلَّمَ فِي طُولِ عُمْرِهِ شَيْئًا.
٢٧٧٠ - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، بِالْبَصْرَةِ، أَنْشَدَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الله الْبَصْرِيُّ، أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَليٍّ الْمَصِّيصِيُّ، أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، لِنَفْسِهِ:
لَمِحْبَرَةٌ تُجَالِسُنِي نَهَارِي … أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنَسِ الصَّدِيقِ
وَرِزْمَةُ كَاغِدٍ فِي الْبَيْتِ عِنْدِي … أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَزْلِ الدَّقِيقِ
وَلَطْمَةُ عَالِمٍ فِي الخُدِّ مِنِّي … أَلَذُ لَدَيَّ مِنْ شُرْبِ الرَّحِيقِ
٢٧٧١ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَاضِي، بِنْهَاوَنْدَ، نَا لَاحِقُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا وُهَيْبُ بْنُ عَلَيٍّ السَّرَّاجُ الْمِصْرِيُّ، نَا اللَّيْثُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ سِرَاجٍ الْمُوْصِلِيِّ، قَالَ: حَضَرْنَا مَجْلِسَ عَبْدِ الْجَبَّارِ، فَجَاءَ شَيْخٌ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ لِيَقْرَأَهُ عَلَيْهِ، فَأَمْسَكَ الْكِتَابَ، وَقَالَ: يَا شَيْخُ تَأَخَّرْتَ عَنِ الطَّلَبِ. فَاسْتَحْيَا الشَّيْخُ وَخَجِلَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ: لا تَسْتَحِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله، قَالَ: قَالَ رسول الله ﷺ: "مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْعِلْمَ صَغِيرًا وَطَلَبَهُ كَبِيرًا، فَمَاتَ عَلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute