ومنها كتب يشترط فيها أصحابها تساوي أسانيدها مع العلو كالسباعيات والثمانيات والتساعيات والعشاريات، ونحوها مما جمعه المتأخرون لأنفسهم بأسانيدهم.
[كتب المتون]
وهي كتب الحديث التي جمعها المتأخرون على غرار كتب الرواية المسندة التي جمعها المتقدمون إلا أنهم جردوا أحاديثها عن الأسانيد، وقد صارت هذه المدرسة شائعة وغالبة على مدرسة الإسناد في القرن السادس الهجري، ولا زالت هذه تقوى وتلك تضعف إلى هذا اليوم الذي تكاد فيه مدرسة الإسناد يحكم عليها بالعدم
أشهر هذا النوع من الكتب التجريد للصحاح الستة، لرزين بن معاوية ومن السّرقسطي (ت ٥٣٥ هـ) و "الترغيب والترهيب" للمنذري، و"رياض الصالحين" و "الأذكار" و"الأربعون" ثلاثتها للنووي، و" منتقى الأخبار" لابن تيمية الجد، و "جامع الأصول من أحاديث الرسول ﷺ " لأبي السعادات ابن الأثير الجزري (ت ٦٠٦ هـ)، و "جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سَنَن" للحافظ ابن كثير الدمشقي (ت ٧٧٤ هـ)، و "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" للهيثمي (ت ٨٠٧ هـ)، و"عمدة الأحكام" لابن دقيق العيد، و "بلوغ المرام" لابن حجر العسقلاني، و"الجامع الصغير" وزيادته و"الجامع الكبير" و "الدر المنثور في التفسير بالمأثور" للسيوطي، و "كنز العمال" للمتقي الهندي، و "اللؤلؤ والمرجان" فيما اتفق عليه الشيخان لمحمد فؤاد عبد الباقي.
[كتب الضبط والتصحيح]
الكتب التي تعنى بالضبط كثيرة ومتنوعة، ولكن أكثرها غير مختصة بهذا الموضوع، وإنما تقوم بشيء من الضبط مع وظائفها الأخرى الأساسية؛ فإنك تجد كثيرًا من الضبط في كتب التراجم والجرح والتعديل كـ "تهذيب التهذيب" وفروعه، وكذلك في كتب اللغة مثل "لسان العرب" و "تاج العروس" وغيرهما، وفي كتب الشروح بل هذا الجانب فيها واضح جدًّا.
وفي كتب التاريخ كـ"وفيات الأعيان" لابن خلكان؛ لكن ثم كتب مختصة بالضبط مثل "صيانة صحيح مسلم عن السقط والإسقاط وحمايته من الوهم والأغلاط" للإمام أبي عمرو ابن الصلاح.