فأظهر لهما الكراهة وقال أنتما تتحدثان وحديث النبي ﷺ يقرأ فأصغيا عند ذلك، وقد حدث السلطان عنه.
١٢ - قَالَ الحافظ زكي الدين عبد العظيم:"كان مغرى بجمع الكتب والاستكثار منها وما كان يصل إليه من المال كان يخرجه في شرائها وكان عنده خزائن كتب ولا يتفرغ للنظر فيها فلما مات وجدوا معظم الكتب في الخزائن قد عفنت والتصق بعضها ببعض لنداوة الإسكندرية فكانوا يستخلصونها بالفأس فتلف أكثرها".
١٣ - كان يقول: كنت بالكوفة مريضا وكان يجعل لي مخاد استند إليها وأكتب الحديث، وكان في كثير من أجزائه الكبار يقول في آخر الجزء كتبت هذا الجزء في الليلة الفلانية وسمعته يقول كنت أكتب إلى قبيل الفجر ثم أنام.
١٤ - قَالَ أبو الفضل محمد بن ناصر: كان هاهنا - يعني السلفي - ببغداد كأنه شعلة نار في تحصيل الحديث.
١٥ - حدث عبد العظيم بن عبد القوي المنذري بمصر قَالَ: لما أرادوا أن يقرءوا سنن أبي عبد الرحمن النَّسَائِي على السلفي أتوه بنسخة سعد الخير وهي مصححة، قد سمعها من أبي محمد الدوني، فَقَالَ: ما تريدون تقرءون؟ فقالوا: سنن النَّسَائِي، فَقَالَ: فيها اسمي أحمد بن محمد؟ قالوا: لا، قَالَ: فاجتذبها من يدي القارئ بغيظ ورمى بها، وقال: لا أحدث إلا من أصلي، فقالوا له: هذا بخط سعد الخير وهو ثقة حافظ، قد كتبها عن شيخك، فَقَالَ: إن كان فيها اسمي وإلا فلا أحدث بها ولم يحدث بها حتى مات.
١٦ - قَالَ ابن نقطة: كان بآخره إذا أرادوا أن يكلمون لا يسمع إلا بعد جهد، فإذا قرءوا عليه الحديث حضر له سمعه ورد عليهم الخطأ، وهو أول من جمع أربعين حديثا عن أربعين شيخا في أربعين بلدا فيما نعلم ورحل إليه الناس من البلاد البعيدة وانتشر حديثه في الشرق والغرب.
[مواقف بارزة في حياته]
١ - ذكر استفتاء وقع في زمان الحافظ أبي طاهر ومن نبأ هذه الفتيا أن اليهود - قبحهم الله - رفعوا قصة إلى السلطان صلاح الدين ﵀ أنهوا فيها أن عادتهم لم تزل بحمل أمورهم على ما يراه مقدم شريعتهم فهم يتحاكمون إليه ويتوارثون على حسب شرعهم من غير أن يعترضهم في ذلك معترض وإن كان في الورثة صغير أو غائب، كان المحتاط على نصيبه