مِنْ فَوَائِدِ ابْنِ حَمْزَةَ الهُمَذَانِيِّ
١٢٩٩ - سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الحَسَنُ بْنُ الْفَتْح بْنِ حَمْزَةَ الْهُمَذَانِيَّ الأَدِيبَ، وَكَانَ مِنْ أَوْلادِ الْوُزَرَاءِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ المشيطيَّ اللُّغَوِيَّ، بِهَمَذَانَ، يَقُولُ: قَصَدْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ أَبَا نَصْرٍ الْكُنْدُرِيَّ، بِهَمَذَانَ، سَمِعْتُ عَنِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ وَحُبِسْتُ فِي مَضِيقِهِ، قَالَ: فَظَفَرْتُ بِبَعْضِ الْحُجَّابِ الْمُخْتَصِّينَ بِهِ وَهُوَ يَعْرِفُنِي، فَأَخَذْتُ خَزْفَةً وَكَتَبْتُ عَلَيْهَا فِي الْحَالِ:
يَأَيُّهَا المَاجِدُ الَّذِي طُوِيَتْ … إِلَى نَدَى كَفِّهِ الطَّوَامِيرُ
تَعُوقُنِي عَنْكَ جُنَّةٌ وَقَفَتْ … دُونَكَ تخلثا هُمُ الْخَنَازِيرُ
عَنْكَ قَلِيلًا نَقْضَ بِوَاسِقِهِمْ … تَحُطُّ بِحَيَّاتِكَ الْعَصَافِيرُ
قَالَ: فَرَجَعَ الحَاجِبُ في الْحَالِ وَأَذِنَ لي، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ يَضْحَكُ في وَجْهِي، وَيَقُولُ: شَبَّهْتَ عَطَايَايَ بِالْحَبَّاتِ، قُلْتُ: إِذَا كَانَتِ الأَئِمَّةُ بِمَبْلَغِ الْعَصَافِيرِ فَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ عَطَايَاكَ الْحَيَّاتِ.
١٣٠٠ - أَنْشَدَنِي أَبو عَلِيٍّ الوقفيُّ الْبروجردِيُّ اللُّغَوِيُّ، بِهَمَذَانَ:
سَرَى يَخْبِطُ الظَّلْمَاءَ وَاللَّيْلُ عَاكِفُ … حَبِيبٌ مَا وقي بِالزِّيَارَةِ عَارِفُ
فَمَا رَاعَنِي إِلا السَّلامُ وَقَوْلُهُ … أَأَدْخُلُ؟ قُلْتُ: ادْخُلْ لَا أَنْتَ وَاقِفُ
١٣٠١ - أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الله الْغَزَّالُ اللُّغَوِيُّ، بِهَمَذَانَ، لِنَفْسِهِ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ، وَكَانَ يَتَبَجَّحُ بِهِمَا:
وَالْبَرْقُ فِي الدَّيْجُورِ أَهْطَلُ مُزْنَةٍ … أَبْدَتْ نَبَاتًا أَرْضُهَا كَالزَّرْنَبِ
فَوَجَدْتُ بَحْرًا فِيهِ نَارٌ فَوْقَهُ … تُخَيِّمُ بَرِّي فِيهِ بُلبُلٌ غَيْهَبِ
١٣٠٢ - أَنْشَدَنِي أَبو عَلِيٍّ الْوَقَفِيُّ اللُّغَوِيُّ، بِهَمَذَانَ، لأَبِي سَعِيدٍ الرُّسْتُمِيِّ الأَصْبَهَانِيِّ:
إِنِّي عَرَفْتُ مِنَ السَّعَادَةِ مُسْعَدًا … عَرَفَ الهُوَى فَغَدَا مَشْوقًا شَائِقَا
فَإِذَا دَنَا جَعَلَ الزِّيَارَةَ دَائَهُ … وَإِذَا نَأَى بَعَثَ الْخَيَالَ الطَّارِقَا