هذا وقد يحصل التجوز فيسمى الكتاب المؤلف على طريقة السنن: مسندًا، كما وقع لكتاب الدارمي، فإن اسمه الأقدم هو "مسند الدارمي" رغم أنه يشبه في ترتيب أبوابه كتب السنن ورغم كثرة ما فيه من آثار غير مرفوعة (١٢).
وأفضل المسانيد التي وصلتنا مسند الإمام أحمد، وقد طبع محققًا طبعتين: الأولى من قبل العالم البارع أحمد محمد شاكر، قام فيها بتحقيق الكتاب وتخريجه وترقيم أحاديثه وشرحها ووضع فهارس علمية في نهاية كل جزء على حدة، ولكنه توفي قبل إتمام عمله، فأخرج ستة عشر جزءًا فقط، وهي تمثل ثلث الكتاب تقريبًا، وهو عمل أصيلٌ جليل كصاحبه.
ثم قامت لجنة بإشراف شعيب الأرنؤوط بإعادة تحقيقه وتخريجه ومراجعته على بعض الأصول الخطية، وطُبع في خمسين مجلدًا.
[المعاجم]
المعجم يطلق على صنفين من كتب الحديث:
المصنف الأول المسند الذي يرتب ذكر الصحابة فيه على حروف المعجم، فهذه معاجم الرواية أو معاجم الصحابة.
وأكبر وأشهر المعاجيم المعروفة "المعجم الكبير" للطبراني طبع سنة ١٣٩٨ هـ في العراق، في عشرين مجلدًا، وبقي منه خمسة مجلدات لم تطبع، هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر والحادي والعشرون
رتبه الطبراني على مسانيد الصحابة، وبدأه بأحاديث العشرة المبشرين بالجنة، ثم رتب بقية الصحابة على حسب حروف المعجم، وكان يترجم للصحابي ترجمة مختصرة، ثم يذكر بعض أحاديثه، أو جميعها إذا كان من المقلين، ومن لم يكن له رواية ذكره وترجم له باختصار، أو ذكره فقط، ليوقف على عدد الرواة عن رسول الله ﷺ وذكر أصحابه ﵃.
قَالَ الذهبي في وصف الكتاب:"وهو معجم أسماء الصحابة وما رووه، لكن ليس فيه مسند أبي هريرة، ولا استوعب حديث الصحابة المكثرين، في ثمانية مجلدات".
وقال السيوطي:(لم يسق فيه من مسند المكثرين إلا ابن عباس وابن عمر، فأما أبو هريرة، وأنس، وجابر، وأبو سعيد، وعائشة فلا ولا حديث جماعة من المتوسطين؛ لأنّه أفرد لكلّ مسندًا فاستغنى عن إعادته).