وأفضل وأهم كتب الرواية الكتب الستة، وهي "صحيحا" البخاري ومسلم و "السنن الثلاث" سنن أبي داود والترمذي والنسائي، فهذه هي الكتب الخمسة؛ وسادسها "سنن ابن ماجه". ويأتي الكلام على خصائص هذه الكتب وشروط أصحابها فيها في كتاب (التخريج).
[أنواع كتب الرواية]
تنقسم كتب الرواية أقسامًا كثيرة، باعتبارات متعددة.
فيمكن تقسيمها من حيث مراتب القوة والضعف في الجملة، مثل الصحاح والسنن والواهيات والموضوعات.
ويمكن تقسيمها من حيث طبقات مؤلفيها وصفات أسانيدها من حيث العلو والنزول؛ كأن نقسمها إلى ما ألف في المائة الثانية للهجرة، وما ألف في المائة الثالثة، وما ألف في المائة الرابعة، وهلم جرًّا.
ويمكن تقسيمها من حيث مواضيعها إلى مرويات في العقيدة والسنة، ومرويات في التفسير ومرويات في الفقه العملي، ومرويات في الأذكار والأدعية، ومرويات في التزكية والرقاق، ومرويات في الأدب وغير ذلك.
ويمكن تقسيمها بحسب ترتيبها إلى قسمين: كتب موضوعات علمية ومسانيد.
ومعلوم أن التقسيم أمر اصطلاحي مراده تقريب العلم إلى المتعلم بتجزئته، وتسهيلُه على المتحفظ بضبط أنواعه؛ فيمكن للناظر في كتب الرواية أن يخطر بباله أنواع أخرى من التقسيم كثيرة جدًا، سواء كانت صالحة للتطبيق أوْ لا. وأود أن أبين في هذا الموضع جملة من ألقاب المصنفات الحديثية، فأقول:
[الصحاح]
هيالكتب التي يشترط فيها أصحابها الصحة في أحاديثها، والحقيقة أنه لم يسلم أمام أقلام الناقدين إلا "صحيحا" البخاري ومسلم فقد وفيا بشرطها ولاق بكتابيهما تسمية "الصحيحين".
وأما سائر الصحاح المعروفة فمسماها دون اسمها، ومن ذلك صحاح ابن خزيمة وابن حبان، ومستدرك الحاكم على الصحيحين، ويأتي تفصيل هذه المسائل في موضع آخر.
[السنن]
وهي الكتب التي جمعها أصحابها من الأحاديث المرفوعة مرتبة ترتيبًا قريبًا من ترتيب