[أهمية الكتاب العلمية، وأصوله الخطية، ومنهج تحقيقه]
الكتاب وأهميته: كتاب المشيخة البغدادية، أو تاريخ المحدثين ببغداد، أو معجم شيوخ بغداد، أو مشيخة المحدثين ببغداد، هو عبارة عن ذكر مشايخ أبي طاهر السلفي الذين روى عنهم والتقى بهم ببغداد، فذكر أسماءهم وكناهم وبعض ما رواه عنهم، أو ما اختاره من كتبهم من أحاديث شريفة، وأشعار حكمية وزهدية، وحكايات فيها عظات واعتبار.
وتحتل معجمات الشيوخ والمشيخات أهمية عظمى بين كتب الرجال لعناية مؤلفيها بتدوين معلومات عن شيوخهم ممن عاصروهم، فهي في حقيقتها وثائق معاصرة تناولت معلومات عاصروها، وكانوا على اتصال بمن كتبوا عنهم؛ لذلك لم تكن معلوماتهم المدونة في هذه المشيخات منقولة كلها من مصادر ألفت قبلهم، فيها الكثير مما ابتدعه صاحب المشيخة أو مخرجها، فصارت مصادر لمن جاء بعدهم.
والحق أن معاجم الشيوخ والمشيخات هي المكوّن الرئيسي للمادة التاريخية التي نجدها في كتب التراجم، وأكثرها وثاقة ودقة، فهي السجل الأمين الذي سجل فيه طالب العلم سيرة شيخه أو ما قرأ عليه أو ما أجازه به.
و"المشيخة البغدادية" هي واحدة من أهم هذه المشيخات المهمة، وهي تتضمن ترجمة لأكثر من ستمائة شيخًا.
فهي وثيقة ثقافة وعلمية من الوثائق التي تكشف عن جانب مهم من منزلة بغداد الفكرية في تلك الأعصر، فضلًا عما فيها من الفوائد الإسنادية والحديثية التي لا يستغني عنها المشتغلون بسنة المصطفى ﷺ. ولأهمية هذه المشيخة اعتنيت بتحقيقها وإخراجها لأول مرة في عالم الطباعة والنشر.
النسخة الأولى: من مكتبة "الأسكوريال" في مدريد تحت رقم (١٧٨٣)، وعدد أوراقها ٣٤٧، لوحة ومكتوبة بخط نسخ رديء تتكوّن من خمسة وثلاثين جزءًا. تاريخ النسخ: ٦٠٩ هـ. بخط إبراهيم بن عثمان بن عيسى بن درباس.
النسخة الثانية: نسخة مكتبة فيض الله أفندي بتركيا تحت رقم (٥٣٢)، ولها صورة في المكتبة المركزية في الجامعة الإسلامية تحت رقم (٥٣٦)، وعدد أوراقها ٩٢ ورقة، وهي نسخة ناقصة، الموجود منها الأجزاء (١ - ١٢)، مكتوبة بخط نسخ معتاد واضح، والناسخ أبو محمد