٤ - حضر سلطان مصر عنده للسماع فجعل يتحدث مع أخيه فزبرهما وقال: أيش هذا نحن نقرأ الحديث، وأنتما تتحدثان.
٥ - مدة مقامه بالإسكندرية ما خرج منها إلى بستان ولا فرجة سوى مرة واحدة بل كان لازما مدرسته وما كنا نكاد ندخل عليه إلا ونراه مطالعا في شيء وكان حليما متحملا لجفاء الغرباء.
٦ - لما دخل الإسكندرية رآه كبراؤها وفضلاؤها فاستحسنوا علمه وأخلاقه وآدابه فأكرموه وخدموه حتى لزموه عندهم بالإحسان، ثم لم يزل يعظم أمره بالإسكندرية، حتى فشا إلى ملوك مصر فصار له عندهم الاسم والجاه العريض، والكلمة النافذة مع مخالفته لمذهبهم، وقلة مبالاته بهم في أمر الدين لعقله ودينه، وحسن مجالسته وأدب نفسه، وتألفه الناس واعترافه بالحقوق، وإرفاد الوفاد، وكان مظنه للرجاء في ماله وجاهه نزه المجالسة من المجون وإطراح الحشمة، بل ما رؤي بعد مجلس الحافظ أبي العلاء أحسن مجلسا منه، وكان معظما لأحاديث رسول الله ﷺ لا يوجد عنده في شيء من أمر التحديث هوادة ولا ترخص.
٧ - قَالَ الحافظ عبد القادر:"كان السلفي آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، حتى إنه قد أزال من جواره منكرات كثيرة، ورأيته يوما وقد جاء جماعة من المقرئين بالألحان فأرادوا أن يقرءوا فمنعهم من ذلك، وقال: هذه القراءة بدعة بل اقرءوا ترتيلا فقرءوا كما أمرهم".
٨ - قَالَ أبو الحسن المقدسي:"حفظت أسماء وكنى ثم ذاكرت السلفي بها فجعل يذكرها من حفظه وما قَالَ لي: أحسنت، ثم قَالَ: ما هذا شيء مليح مني أنا شيخ كبير في هذه البلدة، هذه السنين لا يذاكرني أحد وحفظي هكذا".
٩ - قَالَ العماد الكاتب:"سكن السلفي الإسكندرية وسارت إليه الرجال وتبرك بزيارته الملوك والأقيال وله شعر ورسائل ومصنفات ثم أورد له مقطعات من شعره".
١٠ - قَالَ الحسن بن أحمد الأوقي:"كانوا يأتون السلفي ويطلبون منه دعاء لعسر الولادة فيكتب لمن يقصده، قَالَ: فلما كثر ذلك نظرت فيما يكتب فوجدته يكتب اللهم إنهم قد أحسنوا ظنهم بي فلا تخيب ظنهم في".
١١ - حضر عنده السلطان صلاح الدين وأخوه الملك العادل لسماع الحديث فتحدثا