بن مُحَمَّدِ بن عَمَّارٍ، عن طَلْحَةَ بن عَبْدِ الله بن عَوْفٍ، عن سعيد بن زيدٍ، قَالَ: سمعتُ النَّبِيَّ ﷺ يقول: "مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَن قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فهو شَهيد".
وأخبرناه أعلى من هذه الرِّوَايَة بِدَرَجَتَيْنِ مختصرًا أبو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بن أحمدَ بن إبْرَاهِيمَ المَقْدِسِيُّ، بقراءتي عليه بدِمَشْقَ في الرِّحْلَةِ الأولى، قَالَ: أنا أبو الحَسَنِ علىُّ بن أحمدَ ابن البُخَارِيِّ، سماعًا، قَالَ: أنا حنبلُ بن عَبْدِ الله المُكَبِّرُ، قَالَ: أنا أبو القَاسِمِ بن الحُصَيْنِ، قَالَ: أَنَا الحَسَنُ بن عليٍّ الواعظ، قَثَنَا أبو بَكْرٍ أحمد بن جعفر القَطِيعِيُّ، قَثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أحمدَ بن حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَثَنَا سفيانُ، قَالَ: هذا حفظناه عَن الزُّهْرِيِّ، عن طَلْحَةَ بن عبد الله بن عَوْفٍ، عن سعيدِ بن زيدٍ رضي اللهُ تعالى عنه، أنَّ رسولَ الله ﷺ قَالَ:"مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ".
هذَا حَديثٌ صَحيحٌ أخرجهُ أصحابُ السُّنَنِ الأربعة في كُتُبِهِم.
فرواه أبو دَاودَ، عن: هارونَ بن عَبْدِ اللَّهِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ عنه.
ورواه التَّرْمِذِيّ في "جامعه" عن عبد بن حميد، فوافقناهُ بعُلُوٍّ.
ورواه النَّسَائِيّ، عن: مُحَمَّد بن رافعٍ، ومُحَمَّد بن إسْمَاعيلَ بنِ إِبْرَاهِيمَ، كِلاهما عن سليمانَ بن دَاودَ الهَاشِمِيِّ.
فَوَقَعَ لنا بَدَلًا لهُ عاليًا.
ورواه أيضًا عن: إسحاقَ بن إبْرَاهِيمَ، وقُتَيْبَةَ بن سعيدٍ.
ورواه ابن ماجه، عن: هِشَامِ بن عَمَّارٍ، ثلاثتهم عن سفيانَ.
فَوَقَعَ لنا بَدَلًا لهما عاليًا، وللهِ الحَمْدُ.
إنَّ المَرويات التي اشتملَ عليها هذا المعجم إنَّما هي إمَّا رواية الجزءٍ حديثيِّ، أو لكتابٍ مشهور، أو محاولة القُرب بالنِّسْبَةِ إلى روايةٍ مِنَ الكُتُبِ السِّتَّةِ، أو غيرِها مِنَ المُصَنَّفاتِ، وهو ما كثُرَ اعتناءُ المتأخِرُونَ بِهِ مِنَ الموافقةِ، والبدَلِ، والمُساواة، والمُصَافَحَةِ، إِنَّ حِرْصَ ابن ظهيرة، وغيره مِنَ المُصَنِّفين لمعاجم الشَّيُوخِ والمشيخات في معاجمهِم على روايةِ العشراتِ مِنَ المُصَنَّفاتِ الحديثيَّةِ، والتَّاريخيَّةِ، وكتُبِ التَّراجم، والمعاجِمِ، والمشيخاتِ، وكُتُبِ الأَدَبِ، واللُّغَةِ، وغير ذلكَ مِنَ المُصَنَّفاتِ المُتعَدِّدَةِ الفنون، وقيامهم بتَتَبُّعِ الطُّرُق المُختلفَةِ للرواية الواحدةِ، قد أبرزَ لنا جانِبًا حضاريًّا قائِمًا بذاتِهِ يدُلُّ على الذَّكاءِ الْمُفْرِطِ، والفِكْرِ الرِّياضِيِّ الذي