٨٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْح يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُورِي، وَأَنا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ حَدَّثَكُمْ مَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ، نا أَبُو شُعْبَةَ صَدَقَةُ بْنُ المُنتَصِرِ الشَّعْبَانِيُّ، نا الضَّحَّاكُ، عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ مِمَّا يَعِظُنَا بِهِ عِبَادُ الرَّحْمَنِ: أَنْتُمُ الْيَوْمَ مُتَكَلِّمُونَ وَاللهُ سَاكِتٌ، وَيُوشِكُ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ وَتَسْكُتُونَ، ثُمَّ يَثُورُ مِنْ أَعْمَالِكُمْ دُخَانٌ تَسْوَدُّ مِنْهُ الْوُجُوهُ، فَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله، ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ.
٨٩٣ - أَجَازَ لَنَا أَبو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا أَبو الرَّبيع، نا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، قَالَ: "مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: يَا ابْنَ آدَمَ انْظُرْ إِلَى مَا بَخِلْتَ بِهِ إِلَى مَا صَارَ" (١).
٨٩٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: "العَافِيةُ مُلْكٌ خَفِيٌّ" (٢).
٨٩٥ - أَنْشَدَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ الْعَلافُ:
يَا هِرُّ بِعْتَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ … وَكُنْتَ لا تُصْغِي إِلَى عَاذِلِ
كَمْ طَائِرٍ أَثكَلْتَهُ فَرْخَهُ … وَلَمْ تُمثِّلْ حُرْقَةَ الثَّاكِلِ
إِذَا أَتَيْتَ الْفَرْخَ مِنْ خَارِجٍ … طَارَتْ قُلُوبُ الطَّيْرِ مِنْ دَاخِلِ
عِلْمًا بِمَا تَفْعَلُ فِي فَرْخِهَا … فَهُيَ عَلَى خَوْفٍ مِنَ الْفَاعِلِ
مِلْتَ عَنِ الْفَأْرِ إِلَى صَيْدِهَا … فَمَالَ صَرْفُ الدَّهْرِ بِالْمَائِلِ
قَدْ كُنْتَ لا تَغْفَلُ عَنْ أَكْلِهَا … وَلَمْ يَكُنْ رَبُّكَ بِالْغَافِلِ
فَانْظُرْ إِذَا عُوقِبْتَ مِنْ بَعْدِ ذَا … عُقُوبَةَ المأكُولِ بِالآكِلِ
مَا زِلْتَ يَا مِسْكِينُ مُسْتَقْتِلا … حَتَّى لَقَدْ عُيِّنْتَ لِلْقَاتِلِ
(١) ذكره القرطبي في التفسير ١٩/ ٢٢٠.
(٢) ذكره ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء في طبقات الأطباء ١/ ٢١، من كلام الحكيم أبقراط.
