أَغْفَيْتُ قَبْلَ الصُّبْحِ نَوْمَ مُسْهِدٍ … فِي سَاعَةٍ مَا كُنْتُ قَبْلُ أَنَامُهَا
فَرَأَيْتُ أَنَّكَ جُدْتَ لِي بِوَلِيدَةٍ … مَغْنُوجَةٍ حَسَنٌ عَلَيَّ قِيَامُهَا
وَبَيْدَرَةٍ صَارَتْ إِلَيَّ وَبَغْلَةٍ … شَهْبَاءَ نَاجِيَةٍ يُصَرُّ لِجَامُهَا
فَدَعَوْتُ رَبِّي أَنْ يُثِيبَكَ جَنَّةً … عِوَضًا يُصِيبَكَ بَرْدُهَا وَسَلامُهَا
قَالَ: عِنْدِي جَمِيعُ مَا رَأَيْتَ إِلا الْبَغْلَةَ الشَّهْبَاءَ، فَإِنَّهَا دَهْمَاءُ فَارِهَةٌ، قَالَ: امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلاثاً إِنْ كَانَ رَأَى إِلا دَهْمَاءَ، وَلَكِنَّهُ غَلَطَ، فَضَحِكَ لِذَلِكَ مِنْهُ وَاسْتَحْسَنَهُ، وَأَعْطَاهُ مَا رَآهُ.
٩٤٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ، نا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الله بْنُ قُرَيْشٍ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَسَدِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَحْوَلُ النَّحْوِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: شِرَى الْجَوَارِي فِي السِّرِّ مِنَ الْمُرُوءَةِ، وَتَزْوِيجُ الْحَرَائِرِ فِي السَّرِّ مِنَ النَّذَالَةِ.
٩٤٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ، نا عَبْدُ الله بْنُ بَحْرِ الأَهْوَازِيُّ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، نا الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَلْبَسَ ثَوْبَ الْجُمَالِ وَتَتْحَلَّى بِحِلْيَةِ المُرُوءَةِ عِنْدَ الْعَامَّةِ فَكُنْ عَالمًا كَجَاهِلٍ وَنَاطِقًا كَعَيِيٍّ.
٩٤٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ، نا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ، نا عَوَانَةُ، قَالُوا: دَخَلُوا عَلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعٌ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ ابْنُ هُبَيْرَةَ:
هَزَأَتْ أُمَامَةُ أَنْ رَأَتْنِي مُخْلِقًا … ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَيُّ ذَاكَ يُرَوِّعُ
قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الْفَتَى وَرِدَاؤُهُ … خَلِقٌ وَجَيْبُ قَمِيصِهِ مَرْقُوعُ
وَلَرُبَّ لَذَّةِ لَيْلَةٍ قَدْ نِلْتُهَا … وَحَرَامُهَا بِحَلالِهَا مَدْفُوعُ
٩٤٩ - حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الصَّلْتِ الْبَلْخِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ الْفِيرْيَابِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، نَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رسول الله ﷺ: "خُيِّرَ سُلَيْمَانُ النبي ﷺ بَيْنَ الْمُلْكِ، وَالْمَالِ، وَالْعِلْمِ فَاخْتَارَ الْعِلْمَ، فَأُعْطِيَ المُلْكَ وَالمالَ وَالْعِلْمَ لاخْتِيَارِهِ الْعِلْمَ" (١).
(١) أخرجه ابن عساكر (٢٢/ ٢٧٤)، والديلمي (٢٩٥٧).