للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: حديث «الصحيحين» (١) أيضًا عن ابن مسعود عنه صلى الله عليه وآله وسلم وفيه: «وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها».

وفي «الصحيحين» (٢) أيضًا عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار».

ولما قالت الأنصاريةُ في عثمان بن مظعون: هنيئًا لك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. لم يُقرّها صلى الله عليه وآله وسلم. والحديث في «صحيح البخاري» (٣).

ولما قال سعد بن أبي وقّاص: يا رسول الله مالَكَ عن فلان، فوالله إني لأراه مؤمنًا. قال: «أو مسلمًا». والحديث في «صحيح البخاري» (٤) أيضًا.

والمراد هنا كراهية القطع بالإيمان والنجاة، فأما الثناء على شخص بأنه كان مواظبًا على عمل الخير، مُجانبًا أعمال الشرّ فحَسَنٌ، وهو المراد في حديث «الصحيحين» (٥) عن أنس قال: مرّوا بجنازة، فأثنوا عليها خيرًا، فقال


(١) البخاري (٣٣٣٢)، ومسلم (٢٦٤٣).
(٢) البخاري (٢٨٩٨)، ومسلم (١١٢).
(٣) (١٢٤٣).
(٤) (٢٧)، وهو في «صحيح مسلم» (١٥٠) أيضًا.
(٥) البخاري (١٣٦٧)، ومسلم (٩٤٩).