للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ} قال مقاتل: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الغار ليلاً مهاجرًا من وجهه ذلك إلى المدينة فسار في غير الطريق مخافة الطلب، فلما أمن ورجع على الطريق نزل الجحفة بين مكة والمدينة، وعرف الطريق إلى مكة فاشتاق إليها وذكر مولده ومولد آبائه فأتاه جبريل فقال: اشتقت إلى بلدك ومولدك؟ قال: نعم. قال: فإن الله يقول {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ} {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} إلى مكة ظاهراً عليها، فنزلت الآية بالجحفة لا بمكة ولا بالمدينة (١).

ومعنى {فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ} أنزله عليك وألزمك العمل به.

وقيل: بَيّنه من فروض القداح، ومعنى {عَلَيْكَ} على هذا القول على لسانك (٢).


(١) انظر: تفسير مقاتل (٢/ ٥٠٨)، الوسيط للواحدي (٣/ ٤١١)، وأخرجه البخاري (ك: التفسير، تفسير سورة القصص، ح: ٤٧٧٣) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول مجاهد، والضحاك، وابن جبير، والسدي، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد بالمعاد يوم القيامة، أو هو الجنة، أو هو الموت.
قال ابن كثير في تفسيره (٣/ ٤١٤) " ووجه الجمع بين هذه الأقوال أن ابن عباس رضي الله عنهما فسر ذلك تارة برجوعه إلى مكة وهو الفتح الذي هو عند ابن عباس رضي الله عنهما أمارة على اقتراب أجل النبي صلى الله عليه وسلم .... قال: ولهذا فسر ابن عباس رضي الله عنهما تارة أخرى قوله {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} بالموت، وتارة بيوم القيامة الذي هو بعد الموت، وتارة بالجنة التي هي جزاؤه ومصيره على أداء رسالة الله وإبلاغها إلى الثقلين الإنس والجن، لأنه أكمل خلق الله وأفصح خلق الله وأشرف خلق الله على الإطلاق ".
(٢) انظر: النكت والعيون (٤/ ٢٧٢).

<<  <   >  >>