للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحتجوا أيضاً بأن قرني الكبش (١) كان ميراثاً لولد إسمعيل عن أبيهم، وكان منوطين بالكعبة إلى أن احترق البيت واحترق القرن (٢) في أيام ابن الزبير (٣) والحجاج (٤)، (٥). وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: " متى كان إسحاق بمكة وإنما كان إسماعيل، وهو الذي بنى البيت مع أبيه كما قال الله {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ (١٢٧)} [البقرة: ١٢٧] والمنحر بمكة"، والله أعلم (٦).


(١) أي: قرنا الكبش الذي فُدِيَ به إسماعيل عليه السلام.
(٢) حديث قرني الكبش أخرجه الإمام أحمد في المسند (٢٧/ ١٩٦، ح: ١٦٦٣٧) عن امرأة من بني سُلَيْم ولَّدَت عامة أهل دارنا: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة؟ قال: "إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت، فنسيت أن آمرك أن تخمِّرَهُما، فإنه لاينبغي أن يكون في البيت شيء يُشْغيل المصلي". قال سفيان: "لم تزل قرنا الكبش في البيت حتى احترق البيت فاحترقا".
قال ابن كثير في تفسيره (٤/ ١٩) "وهذا دليل على أنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام فإن قريشاً توارثوا قرني الكبش الذي فدي به إبراهيم خلفاً عن سلف وجيلاً بعد جيل إلى أن بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم".
(٣) عبد الله بن الزبير، تظر ترجمته ص: ٧٩٦
(٤) الحجاج بن يوسف الثقفي، تنظر ترجمته ص: ٤٥٢
(٥) كان ذلك في سنة أربع وستين للهجرة، عندما رماها الحجاج بالمنجنيق فاحترق منها جزء كبير، فهدما عبد الله بن الزبير وأعاد بناءها.
انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١١/ ٦٩١).
(٦) انظر: معالم التنزيل للبغوي (٧/ ٤٧).

<<  <   >  >>