للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: أن الهاء يعود إلى الكافر المتقدم ذكره ,والمعنى: لا يُعَذَّبُ بعذاب هذا الكافر أحد , كقوله: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ... [الأنعام: ١٦٤].

وكذالك الكلام في قوله: {وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (٢٦)} (١): الوثاق: الشُّدُّ في الأغلال والسلاسل.

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧)}: أي: المطمئنة بالله وبالإيمان , من قوله: ... {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ... } [الرعد: ٢٨].

وقيل: اطمأنت بالبشرى من الملائكة من قوله: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: ٣٠].

وقيل: اطمأنت إذا أوتيت كتابها بيمينها.

ابن عباس - رضي الله عنهما -: "الخطاب لروح المؤمن يأمرها الله بالرجوع إلى ... الجسد " (٢).

فيكون قوله: {إِلَى رَبِّكِ} أمر ربك.

وقيل: {رَبِّكِ} بَدَن صاحبك.

وقيل: هذا خطاب لها يوم النزع , أي: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً}: عن الله ... - تعالى - بما تصيرين إليه من الثواب العظيم والعيش النعيم (٣).

{مَرْضِيَّةً (٢٨)}: رضيها الله - تعالى -.


(١) انظر: قرأ الكسائي وحده {لا يُعَذَّبُ} و {ولا يوثَق} بفتح الذال والثاء، وقرأ الباقون {لَا يُعَذِّبُ} و {وَلَا يُوثِقُ} بكسر الذال والثاء. [انظر: جامع البيان (٣٠/ ١٨٩)، السبعة (ص: ٦٨٥)، الحجَّة (٦/ ٤١١)، غرائب التفسير (٢/ ١٣٣٩)].
(٢) انظر: جامع البيان (٣٠/ ١٩١)، النُّكت والعيون (٦/ ٢٧٢).
(٣) انظر: النُّكت والعيون (٦/ ٢٧٢).

<<  <   >  >>