الناس سأستأذن في ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله ساعة أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا. ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة؟ قالوا: نعم. فقال: فاغزوا في سبيل الله فإنه من قاتل في سبيل الله فواق ناقة؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وجبت له الجنة).
ورواه الإمام أحمد - في المسند - ولفظه: أن رجلًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بشعب فيه عين ماء عذبة فأعجبه طيبه. فقال: لو أقمت هاهنا وخلوت. ثم قال: لا، حتى أسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله فقال:(مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من مقامه في أهله سبعين سنة. أما تحبون أن يغفر الله لكم فيدخلكم الجنة؟ جاهدوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة).
(فواق ناقة) هو ما بين رفع يد الحالب عن الضرع وقت الحلب ووضعها. قيل هو ما بين الحلبتين. والله أعلم.
وفي الترمذي، وسنن ابن ماجه من حديث يحيي بن وثاب، عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم).
ولم يسم الترمذي ابن عمر بل أبهم. قال: عن شيخ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والطريق واحد.
ورواه ابن أبي الدنيا - بسنده - عن يحيى بن زياد - أيضًا- عن شيخ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حسبته قال: قلت: من هو؟ قال: ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لم يخالطهم ولا يصبر على أذاهم) ورواه أبو نعيم في الحلية.
وفي سنن أبي داود وغيرها من حديث أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أن رجلًا قال يا رسول الله ائذن لي في السياحة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله).