يعني علماء اليهود كتموا ما أنزل الله في التوراة من صفة- محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحة رسالته.
{ويشترون به} يعني بالمكتوم ثمنًا قليلًا أي أخذ الرشا وسماه قليلًا، لانقطاع مدته وسوء عاقبته.
قال المفسرون: وهذه الآية وإن كانت نزلت في الأخبار فإنها تتناول من المسلمين من كتم الحق مختارًا لذلك، بسبب دينًا يصيبها.
وذكر البطون دلالة وتأكيدًا على حقيقة الأكل، إذ قد يستعمل مجازًا فيعاقبهم على كتمانهم بأكل النار في جهنم حقيقة فأخبر عن المآل بالحال.
وقيل: يعذبهم على الكتم بالنار وعليه أكثر المفسرين.
قوله:{ولا يكلمهم الله} عبارة عن الغضب عليهم، وإزالة الرضا عنهم.
يقال: فلان لا يكلم فلانًا إذا غضب عليه. وقيل لا يكلمهم بما يحبون.
وقيل: لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية.
{ولا يزكيهم} أي لا يصلح أعمالهم الخبيثة فيطرهم.
وقيل: لا يثني عليهم خبرًا.
{ولهم عذاب أليم}: أي موجع والله أعلم.
وفي سنن ابن ماجة من حديث أبي هريرة موقوفًا: والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثت عنه يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا أبدًا لولا قول الله -تعالى-: {إن الذين يكتمون مآ أنزل الله من الكتاب} إلى آخر الآيتين. {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل}. قال بعض المفسرين هو البخل بالعلم لأن اليهود بخلوا بإظهار العلم الذي عندهم من صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكتموا ذلك، ولهذا قال:{واعتدنا للكافرين عذابًا مهينًا}.