للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطأ وعلى المنكر ولا تنهاني. ذكره رزين. وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، على من لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، يتهارجون كما تتهارج البهائم).

وروى البيهقي -في شعب الإيمان- بسنده، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة. قال: سئل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن ميت الأحياء فقال: الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه.

فجعل علامة موت القلب عدم الإنكار. وموت القلب أعظم من موت البدن.

كما قيل:

ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء

فالرجل هو الذي يخاف موت قلبه إذا كان الناس يخافون موته أبدانهم، ولا يبالون بموت قلوبهم ولا يعرفون سوى الحياة الطبيعية والله أعلم.

روي من حديث ابن عباس: يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم فلوب الشياطين سفاكين للدماء لا يرعون من قبيح، صبيهم عارم، وشابههم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، السنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة وذو الأمر عار فعند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم.

(وقال علي بن الحسين زين العابدين: التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره، إلا أن يتقي منهم تقاة. قيل وما تقاته؟ قال: يخاف جبارًا عنيدًا أن يسطو عليه أو أن يطغى).

وروى البيهقي في شعب الإيمان بسنده، عن جعفر بن سليمان قال: قال مالك بن دينار: اصطلحنا على حب الدنيا فلا يأمر بعضنا بعضًا ولا ينهى بعضنا بعضًا، ولا يذرنا الله على هذا فليت شعري. (أي عذاب الله ينزل).

وبسنده، عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قول

<<  <   >  >>