السبيعي قال: قال رجل للبراء بن عازب - رضي الله عنهما - إن حملت على العدو وحدي فقتلوني أكنت ألقيت بيدي إلى التهلكة؟ قال: لا، قال الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلاّ نفسك .. } فإنما هذا في النفقة"
وكذلك رواه الإمام أحمد.
وروى أبو داود من حديث (يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران) قال: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة، فدخل رجل على العدو فقال الناس: مه، مه، لا إله إلا الله، يلقي بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب الأنصاري: إنما نزلت هذه الآية {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.
(فينا معشر الأنصار. لما نصر الله نبيه. - صلى الله عليه وسلم- وأظهر الإسلام، قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها) فأنزل الله - عز وجل -: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.
فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة: أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد، قال أبو عمران: فلم يزل أيوب الأنصاري يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية.
ورواه الترمذي: ولفظه قال: "كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفًا عظيمًا من الروم فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل عليهم فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقى بيديه إلى التهكة، فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: يأيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام، وكثر ناصروه. فقال بعضنا لبعض سرًا دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إن أموالنا قد ضاعت وإن الله - تعالى - قد أعز الإسلام وكثر ناصروه (فلو أقمنا في أموالنا) فأصبحنا ما ضاع منها، فأنزل الله - تعالى -على نبيه - صلى الله عليه وسلم- يرد علينا:{وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}