وروى الإمام أحمد - بسنده - عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنه قال لرجل من أصحابه:"يوشك إن طالت بك حياة أن ترى الرجل قد قرأ القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأعاذه في حل حلاله وحرم حرامه ونزل عند منازله لا يحوز فيكم إلا كما يحوز رأس الحمار الميت".
وروى الإمام احمد -أيضًا- في كتاب الزهد- بسنده، عن عثمان بن يحيى الحضرمي. قال شكا الحواريون إلى عيسى- عليه السلام. قال: من ولع الناس بهم وبغضهم إياهم. فقال المسيح: كذلك المؤمنون مبغوضون في الناس. وإنما مثلهم مثل حبة القمح ما أحلى مذاقها وأكثر أعدائها.
وروى أبو بكر بن أبي الدنيا- بسنده عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما- أنه قال: المؤمن ملجم بلجام فلا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يجد طعم الذل.
وبسنده عن كعب الأحبار أنه قال: لتحببن إليكم الدنيا حتى تتعبدون لها ولا أهلها، وليأتينكم زمان تكره فيه الموعظة حتى يختفي المؤمن بإيمانه كما يختفي الفاجر بفجوره، وحتى يعير المؤمن بإيمانه كما يعير الفاجر بفجوره.
وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه-: سيأتي على الناس زمان المؤمن فيه أذل من الأمة، وروى أحمد في الزهد بسنده، عن لقمان بن عامر. قال: سمعت أبا أمامة- رضي الله عنه - يقول: المؤمن في الدنيا بين كافر يقاتله، ومنافق يبغضه ومؤمن يحسده، وشيطان وكل به.
وروى نحوه أبو بكر بن لال- في مكارم الأخلاق- من حديث أنس مرفوعًا: المؤمن بين خمس شدائد: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وكافر يقاتله، وشيطان يضله، ونفس تنازعه.